شنّ العدو الإسرائيلي اعتداءين، ليل أمس، على مواقع عسكرية في محافظتي حلب ودير الزور السوريتين، من دون أن يعلن مسؤوليته عن الغارات الجوية.الهجوم الأول استهدف مقرات تابعة لمركز البحوث العلمية ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة، في ريف حلب الجنوبي الشرقي، ولم تعلن وزارة الدفاع السورية عن الخسائر التي تسبب بها.
وبعد وقت قصير، استهدفت غارات جوية عدة مواقع عسكرية في ريف دير الزور الشرقي، في محيط الميادين والبوكمال، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية، لم يُعلن عن تفاصيلها بدقة بعد.
وخلال الأسابيع الماضية، نفّذ العدو الإسرائيلي عدّة اعتداءات مماثلة، بين أرياف حمص والقنيطرة ودمشق، من دون أن يتبنى أيّاً منها مباشرة.
والثلاثاء الماضي، خرج وزير الحرب الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ليعلن مسؤولية جيشه عن «هجمات استهدفت مواقع لقوات موالية لإيران»، مضيفاً أن كيان العدو يعمل على «دفع إيران إلى الانسحاب خارج سوريا».

«إيران تنسحب»!
توازياً مع تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية، بدأ إعلام العدو بدفع من المؤسسة العسكرية، ترويج مقاربة مفادها أن إيران بدأت سحب قواتها من سوريا بسبب النشاط الإسرائيلي.
موقع «تايمز أوف إسرائيل» نقل اليوم في تقرير عن «مسؤولين عسكريين» لم يسمّهم أو يحدد مناصبهم، قولهم إن «هذا الجهد يؤتي ثماره مع بدء القوات الإيرانية مغادرة البلاد، وإخلاء عدد قليل من القواعد العسكرية التي كانت تحت سيطرتها في السابق».
وقال المسؤولون للموقع «إن إسرائيل لا تعتقد أن الإيرانيين سيقبلون هذه الانتكاسات من دون الردّ بطريقة ما، ولكن لا يبدو أن هناك انتقاماً وشيكاً»، على حد قولهم.
وبعد إعلان وزير الحرب الإسرائيلي أن جيشه سيواصل استنزاف القوات الإيرانية في سوريا، أشار المسؤولون العسكريون اليوم، إلى أن «سوريا تدفع ثمناً متزايداً للوجود الإيراني على أراضيها، في حرب ليست سوريّة»، زاعمين أن «إيران تحولت من سند لسوريا إلى عبء عليها».

استنفار في الجولان
على رغم ما قالته وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن لسان مسؤولين عسكريين، عن استبعاد حدوث ردّ إيراني وشيك، يبدو أن جيش العدو يتخذ احتياطات وإجراءات غير اعتيادية على جبهة الجولان.
فبعد الاعتداءين الأخيرين، أمس، أعلن كيان العدو إغلاق المجال الجوي فوق مرتفعات الجولان، أمام الطائرات المدنية التي تحلّق على ارتفاع يفوق 5 آلاف قدم.
وبرغم أن تلك الإجراءات عادة ما تُتخذ لمدة قصيرة ومحدودة، خلال فترة تدريبات أو عمليات جوية، تتضمن تحليق طائرات أو صواريخ عسكرية، بدا لافتاً أن الإغلاق أمس، والذي تم تعميمه على الطائرات المدنية، سيستمر لمدة 30 يوماً، على أن يُرفع في الرابع من الشهر المقبل.