بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، خروج أكثر من 13 ألف مدني خلال يومين من الغوطة الشرقية في سوريا، أعلنت أنها تتوقع «نزوح نحو 20 ألف مدني اليوم عن الغوطة الشرقية لمدينة دمشق عبر الممرّ الإنساني».المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا، فلاديمير زولوتوخين قال: «غادر أكثر من 2.5 ألف شخص بلدتي حمورية وسقبا في الساعات الأولى من إطلاق الممر الإنساني اليوم، ووفقاً للتقييم الأولي لمركزنا، فإنه من المتوقع خروج نحو 20 ألف مدني من الغوطة الشرقية اليوم». ويستمرّ خروج المدنيين تباعاً من بلدات ومدن الغوطة الشرقية، وقد خرج منذ صباح اليوم أكثر من 4 آلاف مدني عبر معبر حمورية، بحسب مركز المصالحة الروسي. كذلك، أفاد مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا، بتصفية قناصة من المسلّحين المنتشرين في الغوطة الشرقية لدمشق، «حاولوا عرقلة إجلاء المدنيين عبر الممرات الآمنة، التي أعلنها الجيش السوري هناك»، وقال المتحدث باسم المركز الروسي: «حاول المسلحون اليوم إحباط خروج المدنيين من بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، وقنص المدنيين المغادرين، وتم اتخاذ الخطوات الأمنية اللازمة لتصفية مطلقي النار واستمرار خروج المدنيين عن المنطقة». وفي السياق، تابع الجيش السوري عملياته في الغوطة الشرقية، وأحكم سيطرته اليوم على بلدة الريحان شرق مدينة دوما، فيما تعمل القوات على التقدم شمال البلدة لإحكام السيطرة على مدرسة الفارابي، وبالتالي السيطرة على مساحة واسعة من المزارع شمال شرق البلدة.
في سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعض الدول الغربية بـ«السعي لحماية الإرهابيين في الغوطة الشرقية»، مجدِّداً تحذير واشنطن من مغبّة توجيه ضربة عسكرية لدمشق. لافروف قال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو، في عاصمة كازاخستان أستانا: «نرى قراءة أحادية للوضع حول الغوطة الشرقية، تذكرنا بما جرى في حلب الشرقية (عام 2016)، هناك حرص واضح لدى بعض شركائنا الغربيين على حماية الإرهابيين، وجبهة النصرة في المقام الأول، من الضربات والحفاظ على قدراتهم القتالية، باعتبارهم يؤدون دوراً استفزازياً في مخططات للمخرجين الجيوسياسيين الغربيين، الذين يسعون وراء أي شيء ما عدا مصالح الشعب السوري». كما أكد لافروف أنه «بالرغم من الضجة التي تثار حول الغوطة، ستستمر روسيا في دعم الحكومة السورية في جهودها الرامية إلى تأمين خروج المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى من الغوطة»، مشيراً إلى أنَّ هذا العمل «بدأ يأتي بثماره، حيث غادر أكثر من 12 ألف مدني الغوطة خلال يوم أمس وحده، إضافة إلى دخول قافلة إنسانية أممية إلى مدينة دوما، تحمل 137 طناً من المساعدات».
لافروف جدد رفض روسيا المطلق للتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لدمشق وتحت أي ذريعة، مؤكداً أنَّ موسكو «أبلغت واشنطن موقفها هذا عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية». وأشاد بالإنجازات التي حققها مسار أستانا، مشيراً إلى أنَّ «محاولات النيل من شأن هذه العملية تقف وراءها القوى التي يزعجها التعاون المستمر بين روسيا وتركيا وإيران، والتي تراهن على تقسيم سوريا وتحويلها إلى ساحة للفوضى واللُّعب الجيوسياسية».