في بداية موسم 2011 كانت الفرق تتنافس على موهبةٍ لامعة في سماء باليرمو الإيطالي، إلا أن باريس سان جيرمان استطاع الحصول على توقيع اللاعب وضمه لصفوفه. خافيير باستوري انتقل من باليرمو الى العاصمة الساحرة، ليكون أول البارزين في المشروع الباريسي الجديد. خطف باستوري الأضواء في موسمه الأول. سجّل 13 هدفاً وصنع 6 في الدوري الفرنسي. واستمر في تألقه موسماً تلو الآخر ولكن دوره تحول من التسجيل الى «الصناعة». بعدها خلف لورون بلون لكارلو أنشيلوتي كمدرب للفريق، وهنا بدأت شعلة باستوري تنطفئ تدريجياً. مشاركاته بدأت تقل يوماً بعد يوم. وأرقامه أخذت تتراجع. موهبة باستوري بدأت بالتلاشي خلف أسوار البارك دي فرانس.جاء أوناي إيمري ليقود الفريق في الموسم الماضي. لكن قدومه لم يكن بشرة خير لباستوري، إذ إن المدرب الجديد لم يؤمن بقدراته، وعدد مشاركاته تحت قيادة إمري تظهر ذلك. سجل رونالدو هدف الريال الأول في الدقيقة الـ51 وبعدها بسبع دقائق جاء دور الأرجنتيني البالغ من العمر 28 عاماً للمشاركة في مباراة ريال مدريد التي خسرها باريس سان جيرمان على ملعبه. باستوري اعتبرها فرصةً له للرد على سياسة التهميش التي يتعرض لها في باريس. فبعد أن كان النجم الأول للفريق لم يعد أحدٌ يقيم له وزناً.
كان قريباً من العودة إلى إيطاليا لكن الصفقة بين إنتر وباريس سان جيرمان لم تتم

لعب لمدة نصف ساعةٍ تقريباً. كانت نسبة تمريراته الصحيحة فيها 74% فقط، وهذه نسبة متدنية للاعب خط وسط، خاصةً في وجود واحد من أفضل الممررين في العالم إلى جانب الأرجنتيني، وهو الإيطالي ماركو فيراتي. أكثر من ذلك: من كان يتابع المباراة يلاحظ بأن باستوري لم يضغط على لاعبي الفريق الخصم. لم يبذل أي مجهود بدني. لم يقطع أي كرةٍ. وكان يمنح الكرة للاعبي الريال الأمر لا يحتاج الى الكثير من التدقيق فالمقارنة بين باستوري ورابيو في تلك المباراة تؤكد الكلام المذكور. الأخير بقي يركض ويقاتل على الكرة حتى الرمق الأخير ولم يتأثر بطرد فيراتي إنما بقي مؤمناً بحظوظ فريقه، أما باستوري "لم يعرق". بدا منهزماً ولا يريد أن يلعب. وأداؤه فوق الميدان يوضح بأنه ليس مستقراً في باريس ولم يعد يشعر بالأمان هناك، حتى أن مشاركاته في المباريات باتت في حال كان هناك إصابة في الفريق.
لاعب التانغو لم يعد راقصاً. صار مملاً ورغم كل شيء عبر عن رغبته بالبقاء في "بي إس جي" مطلع العام الجديد عندما رد على زميله تياغو سيلفا الذي قال بأن الأرجنتيني يريد الرحيل عن الفريق. فهل كان هذا الرد مجرد كلامٍ ما بين برازيلي وأرجنتيني يقول فيه خافيير بأنه لا أحد يتدخل في شؤوني؟ أم أنه يعيش حالةً من الصراع الداخلي وعدم الاستقرار؟ هل قال تياغو ما لم يرد خافيير قوله؟ أسئلةٌ تُطرح خصوصاً أنه لم يتبق سوى ثلاثة أشهر على انطلاقة كأس العالم في روسيا. ولا يبدو باستوري جاهزاً لخوض المنافسات مع منتخب بلاده، علماً أن الأرجنتين بأمس الحاجة للاعبين في خط الوسط، لأن معظم لاعبيه الجيدين يلعبون في خط الهجوم. خورخي سامباولي في مشكلة حقيقية اليوم إذ أن الأرجنتين لم تعد تملك ريكلميه ولا فيرون، بيليا لاعب جيد لكنه بالتأكيد ليس فيرون أو ريكيلميه. ولا حتى باستوري بقيمة الكبيرين. لكن "التانغو" لا يملك لاعبين جيدين في «المحور»، وعلى باستوري أن ينسى صناعة اللعب، في ظل وجود ديبالا ومن خلفه «عرّاب» الفريق وكبيره: ليونيل ميسي. باستوري كان اسماً جيداً لخط الوسط، لكن تراجعه ملحوظٌ على كافة الأصعدة. آخر مشاركة له كانت العام الفائت حيث لم يلعب مع الأرجنتين إلا مباراتين فقط أما آخر هدف دولي فكان في عام 2015.


"كذب المنجمون ولو صدقوا". لكنه من الصعب أن يحضر باستوري في كأس العالم. سامبولي لا يبدو مقتنعاً به وبأدائه ومستواه في باريس سان جيرمان لا يخولانه أن يدخل تشكيلةً مشاركة في كأس العالم. كان من الأجدى لو بحث عن فريق يمنحه دقائق لعب أكثر، من أجل الذهاب الى المونديال لكن عملية البحث فشلت بالانتقال الى أي فريق آخر. يبدو أنها بوادر انتهاء موهبةٍ شغلت الصحف الأوروبية. لكن كانت تلك الأيام الجميلة. باستوري لم يعد ذلك الشاب الذي ينطلق من منتصف الملعب، مذكراً بريكاردو كاكا، يرواغ ويسدد بالقدمين، ويخيف الخصوم. لقد ترك عاصمة صقلية الفقيرة، وذهب إلى عاصمة «الموضة». صار «عارض أزياء»، أكثر من كونه لاعب كرة قدم. فليبقى في باريس، الطريق شاق إلى موسكو.


خيبة ضد الريال

قبل مباراة ريال مدريد صرح باستوري بأن "الريمونتادا" ممكنةٌ أمام الفريق الإسباني، مشيراً إلى أن كل شيء يبقى ممكناً في عالم كرة القدم، مضيفاً أنه على الفريق أن يضع جميع الإمكانيات من أجل الوصول لربع النهائي. حديث باستوري مع القناة الرسمية للنادي الباريسي كان مجرد كلام. باستوري لم يقدم شيئاً في مباراة دور الـ16 من دوري الأبطال. اكتفى بتقديم الكرات للريال والوقوف والتفرج فوق أرضية الميدان.