كان متوقعاً أن يلجأ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بطاقمه الجديد برئاسة السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، الذي خلف الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف، إلى تغيير في دوري أبطال أوروبا. كان لا بد من بصمة للاتحاد الجديد في البطولة الأهم على مستوى الأندية في العالم.
هكذا، ومن هذه «الروح» كشف «يويفا» عن تغييراته في «تشامبيونز ليغ» والتي ستُعتمد ابتداء من الموسم المقبل. التغيير لن يطال نظام البطولة وشكلها وعدد فرقها في دور المجموعات، بل سينحصر في نظام التأهل في التصفيات، لكنه رغم ذلك يُعَدّ تغييراً كبيراً. تغيير يمكن قراءته، لمحبّي كرة القدم، بأنه انتصار للبطولات الكبرى وفرقها. وبصراحة، لجمالية اللعبة، وقوة المنافسة، كما تعتبر «الجماهير». أما اقتصادياً، فقد يقرأ بأنه انتصار لترسيخ الاتجاه الذي يتعامل مع اللعبة كوسيلة استهلاكية. الدوريات الكبرى هي التي تصرف وتنفق، وتحرّك عجلة «اقتصادية» أسرع مما تحرّكها الدوريات الأخرى.
في النظام الجديد، دور المجموعات سيبقى قائماً على 32 فريقاً من 8 مجموعات، لكن الجديد هو أن 26 فريقاً ستتأهل مباشرة بدلاً من 22 فريقاً. من المستفيد؟ البطولات الكبرى. إذ إن كلاً من الدوري الإنكليزي والإسباني والألماني سيحظى بـ 4 فرق تتأهل مباشرة إلى دور المجموعات دون أن تخوض الفرق في المركز الرابع في هذه البطولات الدور التمهيدي الأخير كما كان يجري سابقاً. «توفير للوقت» لهذه الفرق. الأمر ينطبق على الدوري الإيطالي الذي كسب مقعداً إضافياً رابعاً، أو بالأحرى استعاد هذا المقعد الذي كان قد فقده لمصلحة نظيره الألماني في السنوات الأخيرة بعد تقدّم تصنيف «البوندسليغا» على «السيري أ»، بسبب تراجع مستوى فرق كبيرة في إيطاليا، كميلان، كانت تلعب دوراً كبيراً في دوري أبطال أوروبا. وكما الحال مع البطولات الكبرى الأربع الأخرى، فإن الفرق الإيطالية الأربعة ستتأهل مباشرة إلى دور المجموعات. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن فريقين كبيرين مثل ميلان وإنتر ميلانو باتت حظوظهما مرتفعة بالعودة إلى بطولتهما التاريخية التي غابا عنها طويلاً في السنوات الأخيرة. فضلاً عن ذلك فإن عدم خوض فريق إيطالي الدور التمهيدي كما كان يحصل مع صاحب المركز الثالث في «الكالشيو» يعني انتهاء «العقدة» التي لازمت الطليان في الأعوام الأخيرة وشهدت خسارة الإيطاليين لمقعد في هذا الدور، قبل أن يتجاوزه ميلان تحديداً، آخر مرة، ضدّ أياكس أمستردام في 2013.
للصورة المكبرة انقر هنا

هذا الأمر حصل مع روما في 2016 بخسارته أمام بورتو البرتغالي وقبله لاتسيو في 2015 أمام باير ليفركوزن الألماني ونابولي في 2014 أمام أتلتيك بلباو الإسباني، بينما فشل أودينيزي في المهمة في عامين متتالين في 2011 و2012 أمام كل من أرسنال الإنكليزي وسبورتنغ براغا التشيكي وقبله سمبدوريا أمام فيردر بريمن الألماني عام 2010، حتى أن إنتر ميلانو فشل في عبور الدور التمهيدي عام 2000. هكذا، فإن الفرق الإيطالية ومعها الفرق الأخرى في البطولات الكبرى ستتجنّب خوض الدور التمهيدي الذي من الممكن أن يحرمها من التأهل كما حصل أيضاً مع الدوري الألماني في نسخة هذا الموسم الذي خسر ممثله الرابع هوفنهايم بعد أن اصطدم بليفربول الإنكليزي وسقط أمامه.
في المحصّلة فإن الدوريات الأربع الكبرى إنكلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا ستتمثل بـ 16 من أصل 32 فريقاً أي نصف عدد الفرق في دور المجموعات، وهذا لا شك رقم كبير وغير مسبوق في البطولة. لكن البارز في نظام التأهل الجديد هو أن الدوري الهولندي تلقّى ضربة قوية حيث سُحب منه المقعد المؤهل مباشرة لتشارك 3 فرق هولندية في التصفيات، وهذا يبدو نتيجة طبيعية لتراجع الكرة الهولندية على صعيد نتائج فرقها في «التشامبيونز ليغ» في السنوات الأخيرة بعد أن كان أياكس أمستردام، على وجه الخصوص، يلعب دوراً بارزاً في البطولة، وهذا ما ينسحب في مكان آخر على المنتخب الهولندي الذي تراجع على نحو كبير وفشل في التأهل إلى مونديال روسيا 2018 وقبله إلى كأس أوروبا 2016، وإن كان وضع المنتخبات لا يؤخذ في الحسبان في تصنيف دوري الأبطال. دعونا نكون «أعمق» قليلاً... كم عدد سكان هولندا؟ وكم عدد المُستهدفين في «سوق الإعلانات» بهولندا؟ 17 مليوناً في أفضل تقدير. أقل بأضعاف مما هو عليه في إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا، وإنكلترا.

الدوريات الأربعة الكبرى إنكلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا ستتمثل بـ 16 من أصل 32 فريقاً
كذلك فإن الدوري البرتغالي فقد مقعداً مباشراً إلى دور المجموعات حيث سيكتفي بفريق متأهل مباشرة على أن يشارك اثنان في التصفيات، وهذا الأمر انسحب على الدوري السويسري الذي خسر مقعده الوحيد المباشر في دور المجموعات. ولكن ينبغي التذكير دائماً، أن «الغطاء» الوحيد لهذه التغييرات متين جداً، حيث أن الفرق الأقوى والأفضل في العالم، هي في الدوريات الكبرى أصلاً. ومنذ ظاهرة «دينامو كييف» الجميلة، أو أيام كان بورتو يصل إلى أدوار متقدمة، لا جديد تحت شمس «اليوفا». احتكار سببه... الاقتصاد أولاً.
من الناحية الفنية، وفي حالات هولندا والبرتغال وحتى سويسرا فلا يتوقّع أن يؤثر النظام الجديد على تمثيلها في دور المجموعات خصوصاً أن الدور التمهيدي لن يشهد مشاركة فرق البطولات الكبرى المتأهلة مباشرة، وهذا ما يعطي الأفضلية للفرق الهولندية والبرتغالية وحتى السويسرية وبعدها الفرق من بطولات كروسيا والدنمارك والسويد على سبيل المثال للحصول على البطاقات الأربع الأخرى المؤهلة إلى دور المجموعات، ذلك أن البطاقتين المكمّلتين للفرق الـ 32 ستكونان لبطلي النسخة السابقة في دوري الأبطال و«يوروبا ليغ»، أما في حال تأهل بطل «التشامبيونز ليغ» من خلال بطولته المحلية إلى دور المجموعات فإن بطاقة التأهل ستذهب إلى بطل الدوري صاحب التصنيف الحادي عشر وهو التشيكي.
وعلى عكس دوريات هولندا والبرتغال وسويسرا، فإن الدوري الروسي كسب مقعداً ثانياً مباشراً إلى دور المجموعات، في حين أن بطولة فرنسا ستحتفظ بمقعدَيها المباشرَين وبطولات بلجيكا وأوكرانيا وتركيا بمقعدها الوحيد المباشر. والوجود الفرنسي الضعيف، هو السبب الوحيد الذي قد «يزعزع» النظرية الاقتصادية. لكن علينا الانتظار حتى تكتمل «إمبراطورية الدوحة في باريس»، ونرى النتائج. ما بدا لافتاً أيضاً في التغييرات التي أعلنها «يويفا» هو توقيت المباريات في دور المجموعات، إذ للمرة الأولى فإن نصف المباريات ستُلعب عند الساعة 19,55 بتوقيت بيروت والنصف الآخر عند الساعة 22,00 بدلاً من 21,45 وهذا يصبّ في مصلحة متابعي البطولة إذ سيُتيح لهم مشاهدة مباراتين كاملتين مثلاً بدلاً من واحدة عندما كانت كل المباريات تُقام في توقيت واحد، خصوصاً أن توقيت المباريات الأولى يبدو مناسباً لمتابعي البطولة في مطلع السهرة الكروية وليس في وقت مبكر. وهكذا يجب أن لا تعود مسألة «الإعلانات» ملتبسة على أحد. وكل تغييرات وأنتم بخير!




تبديل رابع؟


يدرس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فكرة إضافة تبديل رابع للاعبين في دوري أبطال أوروبا في حال ذهاب المباراة في الأداور الإقصائية إلى شوطين إضافيين، كما يُعمل به في بطولة العالم للأندية التي ينظّمها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). يذكر أن «يويفا» كان طبّق هذا التبديل في بطولة أوروبا للسيدات تحت 19 عاماً عامي 2016 و2017.




لا لتقنية الفيديو

أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، أن تقنية الفيديو لن تُعتمد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ودعا تشيفيرين خلال مؤتمر «يويفا» الذي عُقد في براتيسلافا إلى انتظار تطبيق هذه التقنية في مونديال روسيا ثم اتخاذ القرار على ضوء ذلك. وأضاف: «يجب ألا نتسرّع في قرارات غير واضحة. بالنسبة لي أرى الكثير من الارتباك من وقت لآخر، ولكن هذا لا يعني أنني ضده».