مرحلةٌ جديدة بكل ما للوصف من معنى سيعرفها الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم. هي المرحلة التي تلي اعتزال أو رحيل آخر نجوم الجيل السابق. فبعد ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد، كان هناك جون تيري المنتقل إلى دوري الدرجة الأولى للعب مع أستون فيلا، ما يعني أن «البريميير ليغ» فَرِغ من جنوده القدماء، لتصبح الساحة مِلكاً لنجومٍ جدد، بعضهم قدّم نفسه بقوة في المواسم القريبة الماضية، وبعضهم وصل لوضع بصمة بحجم تلك التي تركها أسلافه.
إذاً هي حقبة وطويت، فانتقال واين روني حتى من مانشستر يونايتد إلى إيفرتون، يعكس صورة واحدة، هي أن مرحلة انتقالية حدثت في الكرة الإنكليزية، وخصوصاً عندما يترك نجم كبير مثل روني فريقاً كبيراً ليعود خطوة إلى الوراء، ما يعني أن الأضواء أصبحت في مكانٍ آخر، والأمثلة كثيرة على هذه المسألة، وتبدأ من مانشستر تحديداً.
هناك في «أولد ترافورد» لم يعد الحُكم لـ «الغولدن بوي»، بل إن وصول الفرنسي بول بوغبا، وبعده صديقه البلجيكي روميلو لوكاكو، يفسَّر بأمرٍ واحد: السلطة للنجوم الشبان الجدد الذين سيحملون راية إعادة «الشياطين الحمر» إلى عصر الأمجاد التي عرفوها مع «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون.

مرحلة انتقالية حدثت
في الكرة الإنكليزية مع
اعتزال نجوم وقدوم آخرين
لأخذ أماكنهم تحت الأضواء


وليس بعيداً من مانشستر، حيث استعد السيتي منذ الموسم الماضي للمرحلة الانتقالية مع المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الذي شَرِع في استقدام اللاعبين الشبان، من الألماني ليروي سانيه، والبرازيلي غابريال جيسوس في الموسم الماضي، وصولاً إلى البرتغالي برناردو سيلفا والفرنسي بنجامان مندي والدولي كايل ووكر عشية الموسم الجديد.
بلا شك سيكون هؤلاء قلب تشكيلة «السيتيزنس» ومستقبلها، حيث يبدو أن كل الفرق اتعظت من التجربة الناجحة لتوتنهام هوتسبر، الذي بفضل لاعبيه الشبان مثل النجمين الدوليين ديللي آلي وهاري كاين وغيرهما، تمكن من فرض حضوره القوي بين كبار «البريميير ليغ» من دون أن يضطر إلى التبذير مثلهم.
وحتى أرسنال أدرك أخيراً أنه بحاجةٍ إلى نجمٍ جديد يغطي حماقات الفرنسي أوليفييه جيرو، وتذبذب مستوى الألماني مسعود أوزيل وتشتت ذهن التشيلياني أليكسيس سانشيز بين الحين الآخر بسبب الإغراءات الخارجية. لذا، وقع اختيار «الغانرز» على الفرنسي ألكسندر لاكازيت ليكون الحجر الأساس في مرحلة البناء المقبلة. والأخير لا يخفى أنه من النجوم الذين ينظر إليهم المراقبون ضمن المجموعة التي ينتظر أن تأخذ البطولة الإنكليزية بعاصفتها وتطغى بنجوميتها على كل من يوجد هناك في ملاعب إنكلترا.
وبالحديث عن النجومية مع النجوم الجدد، فإن ليفربول سار مع التيار نفسه بعد استقطابه للمصري محمد صلاح الذي سجّل حضوراً قوياً في الفترة الاستعدادية للموسم الجديد، ليترك انطباعاً بأن لاعباً عربياً آخر سيتقاسم الأضواء مع أولئك النجوم المميزين، بعدما فعلها الجزائري رياض محرز عندما قاد فريقه ليستر سيتي إلى اللقب الأغلى في تاريخه قبل موسمين.
وبالعودة إلى العاصمة لندن، تجد أن تشلسي واكب هذه المرحلة أيضاً بضمه لاعباً مثل الإسباني الفارو موراتا أو حتى الفرنسي تيموي باكايوكو الذي لمع نجمه مع موناكو في دوري أبطال أوروبا ليستحق بطاقة العبور إلى أقوى دوري العالم.
إذاً هي حقبة جيل جديد لم تبخل الأندية الإنكليزية الكبرى في دفع ما يلزم لتأمين تواقيع نجومه، فهي لا يمكن القول إنها خسرت من خزائنها المالية مبالغ طائلة، لكونها تعلم أن مردود تلك الصفقات والرواتب العالية الممنوحة لهؤلاء النجوم ستعود عليها بفوائد مالية أكبر من خلال برامجها التسويقية التي تمتد حول العالم حالياً.
أما الفائز الأكبر، فهو الدوري الإنكليزي الممتاز، الذي يحافظ على هيبته وصورته التي لا يمكن أحداً منافسته عليها، والدليل تلك الأسعار الضخمة التي وصلت إليها حقوق التسويق وحقوق النقل التلفزيوني للمباريات، والتي باتت بمثابة الدماء التي تبقي قلب الأندية نابضاً بالحياة.




برنامج بطولتي انكلترا وفرنسا

انكلترا (المرحلة الأولى)

■ الجمعة
أرسنال - ليستر سيتي (21.45)
■ السبت
واتفورد - ليفربول (14.30)
تشلسي - بيرنلي (17.00)
كريستال بالاس - هادرسفيلد (17.00)
افرتون - ستوك سيتي (17.00)
ساوثمبتون - سوانسي (17.00)
وست بروميتش البيون - بورنموث (17.00)
برايتون - مانشستر سيتي (19.30)
■ الأحد
نيوكاسل - توتنهام (15.30)
مانشستر يونايتد - وست هام (18.00)

فرنسا (المرحلة الثانية)

■ الجمعة:
نيس - تروا (20.00)
رين - ليون (21.45)
■ السبت:
نانت - مرسيليا (18.00)
بوردو - متز (21.00)
تولوز - مونبلييه (21.00)
اميان - انجيه (21.00)
كاين - سانت اتيان (21.00)
■ الأحد:
ستراسبور - ليل (16.00)
ديجون - موناكو (18.00)
غانغان - باريس سان جيرمان (22.00)