بدا النجم الهولندي الشهير يوهان نيسكنز واثقاً من كل كلمة يقولها عن أمين يونس في خضم تأكيده أن اللاعب اللبناني الاصل والالماني الجنسية، سيتم استدعاؤه الى تشكيلة منتخب المانيا في وقتٍ قريب جداً.
كلام نيسكنز جاء قبل انطلاق الشوط الثاني من مباراة منتخب لبنان ونظيره الفلسطيني اللذين التقيا وديّاً قبل أشهر على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث وردّاً على معلومة مرّت في حديث جانبي حول التطوّر الذي يتوقع أن يصيب منتخبنا في الفترة المقبلة بفضل استدعاء بعض المغتربين وعلى رأسهم يونس، قال جازماً: «لن يأتي. هو اليوم أحد افضل لاعبي أياكس امستردام ويسير في مستوى تصاعدي. لديه فرصة كبيرة لتمثيل منتخب المانيا، وهي فرصة لن يهدرها أبداً».
بدت معلومة نيسكنز موثوقة، وهو المتابع عن كثب لناديه المحبّب اياكس ولاعبيه، ومنهم يونس، الذي كان أحد الأحجار الاساسية في تشكيلة المدرب بيتر بوش على الصعيدين المحلي والاوروبي، حيث لعب دور المسجّل والممرّر الحاسم بنجاح كبير في مباريات عدة، ، فتمكن ابن الـ23 عاماً من تسجيل 7 أهداف وتمرير 12 كرة حاسمة في 47 مباراة خاضها في المسابقات المختلفة.
هو كان مقتنعاً أصلاً بأن انضمامه الى «المانشافت» سيحصل عاجلاً أو آجلاً، ولهذا السبب كان قد رفض بتهذيب كل الدعوات إلى الالتحاق بصفوف المنتخب اللبناني، شاكراً المتصلين به على اهتمامهم، ومشدداً على أنه يحمل لبنان في قلبه ويفتخر بلبنانيته وطرابلسيته أينما حلّ.

علم مسبقاً
باستدعائه فرفض الانضمام الى
منتخب لبنان


موقف الشاب الموهوب يمكن تفسيره بمنطق؛ فمجنون من يرفض المنتخب الالماني بطل العالم لحساب منتخب لن يرتقي يوماً الى مستوى أيّ من المنتخبات الاوروبية، كون مستوى كرة القدم اللبنانية معروفاً ولا مجال لمقارنتها بأي شيء يحصل على هذا الصعيد في «القارة العجوز». هو أصلاً استذكر السير الطبيعي للأمور قبل اتخاذ قراره الذي لم يكن صعباً؛ فمن تدرّج وكان أساسياً في منتخبات الفئات العمرية الالمانية كلّها منذ عام 2008 حتى 2015، كان لا بدّ أن يثق بأنه سيجد مكانه بين الكبار يوماً ما. والثقة زادت بالطبع بعد انضمامه الى فريقٍ كبير مثل اياكس، الذي اعتاد أن يكون منصة لعددٍ كبير من نجوم كبار وضعوا هناك أنفسهم تحت الاضواء، إذ لم يقتصر الامر على الهولنديين فقط، فمن هناك أطل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والاوروغوياني لويس سواريز وغيرهما الكثيرون الى عالم النجومية، ليصبحوا أفضل لاعبي المعمورة.
يونس يسير اليوم على خطى هؤلاء، لا لأن الدوري الهولندي سهل كما يقول البعض، بل لأنه في نادي العاصمة الهولندية يمكن تعلم المزيد كل يوم. وهنا يمكن سؤال المهاجمين عن شعورهم وإفادتهم من الحصول على نصائح عبقري مثل دينيس بيرغكامب الذي ينشط في تقوية تقنيتهم وذهنيتهم الهجومية اللتين تفرزان وحوشاً في خط المقدمة، أمثال الدنماركي كاسبر دولبرغ وجاستن كلايفرت والبوركينابي برتران تراوريه.
إذاً لا يمكن لوم يونس على هذا الخيار، فهو تعب للوصول الى ما بلغه من مرتبة في عالم كرة القدم، وما نَقلتُه من فريقه الأم بوروسيا مونشنغلادباخ إلا لهذا السبب، ألا وهو إيجاد مكانٍ له في منتخب المانيا، التي تعدّ صاحبة الفضل في نشأته الكروية حيث تمّ الاستثمار فيه لصقل موهبته، فما كان منه إلا أن ردّ الجميل على غرار ما فعل نجوم كثر من أولئك المزدوجي الجنسية الذين كان بإمكانهم أصلاً اختيار منتخبات تستطيع مجاراة الالمان لا منتخبات من بلدان هاوية، أمثال التركي الاصل مسعود اوزيل وقبله البولوني الاصل لوكاس بودولسكي...
أمين يونس لم يتنكّر لأصله كما سيقول البعض، فالنجم المولود في دوسلدورف هو زائر دائم للبنان ولمدينته طرابلس التي زارها قبل أشهر. ومن يتابع نشاطاته على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن إلا أن يلاحظ العلم اللبناني واسم لبنان في العديد من منشوراته. واتهامه بأي خيانة إنما هو ظلم له ولكرة القدم بمفهومها الاحترافي، حيث لا يتطلع النجوم إلا نحو الوجهة الافضل التي تبرزهم بشكلٍ أكبر، والمثال الأبرز على هذا الموضوع المهاجم الاسباني دييغو كوستا الذي ارتدى ألوان بلاده الأم البرازيل في مباراة ودية أمام ايطاليا ثم اختار الدفاع عن اسبانيا التي أطلقت شهرته عبر أنديتها.
أمين يونس اليوم سفير لبناني من نوعٍ آخر، وهو سبب لمتابعة كأس القارات والمنتخب الالماني أكثر من أي وقتٍ مضى. فيكفي أنه في اللحظة التي ستطأ فيها قدماه الملعب للمرة الاولى وهو يرتدي ذاك القميص المزيّن بالنجمات الذهبية الاربع، ستصدح حناجر المعلّقين حول العالم بكلمة لبنان، الذي رغم أنه خسر لاعباً نجماً، فإنه ربح أملاً بإمكانيته اكتشاف مواهب أخرى مثل الدولي الالماني، لتعويض ما فاته كثيراً طوال أعوام كروية طويلة.




تشكيلة ألمانية شابة لكأس القارات

كما كان متوقعاً، كشف يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا، بطل العالم، عن تشكيلة غلب عليها طابع الشباب والوجوه الجديدة لكأس القارات التي تقام في روسيا بين 17 حزيران و2 تموز المقبلين.
وشهدت التشكيلة غياب النجوم: مسعود أوزيل، مانويل نوير، ماتس هاملس، طوني كروس، سامي خضيرة، جيروم بواتنغ، وماركو رويس، توماس مولر وغيرهم، مقابل استدعاء 7 وجوه جديدة.
وقال لوف: "سنخوض البطولة بتشكيلة واعدة. نود من اللاعبين الجدد تعلّم أفكارنا وطرقنا والتدرب معنا، والهدف أن ندفعهم إلى الأمام للتنافس في المحافل العالمية"، مشدداً على أن الأولوية هي لمونديال 2018.
وهنا التشكيلة:
- لحراسة المرمى: مارك - أندريه تير شتيغن (برشلونة الإسباني)، برند لينو (باير ليفركوزن)، كيفن تراب (باريس سان جيرمان الفرنسي).
- للدفاع: ماتياس غينتر (بوروسيا دورتموند)، يوناس هكتور (كولن)، بينيامين هنريخ (باير ليفركوزن)، جوشوا كيميتش (بايرن ميونيخ)، شكودران مصطفي (أرسنال الإنكليزي)، مارفن باتنهاردت (هيرتا برلين)، أنطونيو روديغر (روما الإيطالي)، نيكلاس شوله (هوفنهايم).
- للوسط: جوليان براندت (باير ليفركوزن)، إيمري كان (ليفربول الإنكليزي)، كيريم ديميرباي (هوفنهايم)، دييغو ديمي (لايبزيغ)، جوليان دراكسلر (باريس سان جيرمان)، ليون غوريتسكا (شالكه)، سيباستيان رودي (هوفنهايم).
- للهجوم: ليروي سانيه (مانشستر سيتي الإنكليزي)، لارس شتيندل (بوروسيا مونشنغلادباخ)، ساندرو فاغنر (هوفنهايم)، تيمو فيرنر (لايبزيغ)، أمين يونس (أياكس أمستردام الهولندي).