خلق فوز «لائحة قب الياس ـــ وادي الدلم»، التي يرأسها النقابي اليساري جهاد المعلم، على لائحة «الشراكة والإنماء» برئاسة درغام توما المدعومة من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، حالة من تبادل الاتهامات «الطائفية» بين حلفاء تيار المستقبل في لائحة توما، إذ فازت لائحة المعلم بعشرة أعضاء (5 مسيحيين و5 مسلمين)، فيما فازت لائحة توما بثمانية أعضاء (6 مسيحيين ومسلمين). توما عزا هزيمته الى حلفائه في اللائحة، غامزاً من قناة تيار المستقبل، «الذي انجرّ إلى اللعبة الطائفية». وتشير أوساط مستقبلية لـ«الأخبار» إلى أن منسّق المستقبل في البقاع الأوسط أيوب قزعون أبلغ توما أن «الخرق بستة مسيحيين وعضوين مسلمين، هو طعن في الظهر»، إذ تبيّن من اللوائح خلال عملية الفرز في أقلام المسيحيين، أنه تم شطب أسماء مسلمين ووضع أسماء مسيحيين من اللائحة الأخرى.كذلك أشارت المصادر إلى أن خسارة رجل الأعمال قاسم العمقي المحسوب على التيار الوطني الحر وأحد أبرز مموّلي اللائحة، نال أكبر قسط من التشطيب. وبحسب المصادر، فإن العمقي فتح معركته على قزعون ويردّد أمام زائريه أن الأخير «فاشل في إدارة الانتخابات، وأوقعنا في خسارة مالية كبيرة».
من جهة أخرى، يشير أعضاء «لائحة الشراكة والانماء»، إلى أن «التجييش الطائفي الذي سبق الاقتراع من قبل أحد أئمة مساجد البلدة وتحريم كسر العرف برئاسة المجلس البلدي من مسلم الى مسيحي، كانا من أهم الأسباب لخسارتنا»، ويضيف: «رجل الأعمال طارق حمزة دعم المعلم مالياً، ليهزم قزعون انطلاقاً من معركة وجهائية بينهما».
ورجحت المصادر أن يقوم توما، ما لم يُنتخب رئيساً أو نائب رئيس، بالانسحاب من المجلس البلدي، أو أن يجري العمل على انسحاب أعضاء فائزين، لحل المجلس البلدي ونقل صلاحياته إلى المحافظ. هذا التخوف بدّده المعلم، مؤكّداً أن «الأعضاء الذين وصلوا معنا أكثر اقتناعاً منا بضرورة تكاتف جهود الجميع لمصلحة البلدة بعد انتهاء المنافسة». ونفى تدخل أي مال انتخابي إلى جانبه، قائلاً: «هم لديهم المال الانتخابي، وهم من أوقفتهم الاجهزة الامنية على خلفية شراء الاصوات والرشى بالجرم المشهود». أما عن التجييش الطائفي، فقال المعلم إن «الشيخ سأل رئيس البلدية السابق توما، ألست أنت من قال إن قب الياس منحتني ثقتها دليلاً للشراكة، رغم أن العرف يقول العكس؟ إذا بهم يعتبرون كلام الشيخ تجييشاً طائفياً، فكانت صناديق الاقتراع أكبر دليل على إيماننا بالشراكة الوطنية، وأصواتهم دليلاً على المذهبية».
وتتابع المصادر المستقبلية، ان خسارة قزعون في بلدته قب الياس وضعت منصبه على المحك، خاصة أنه يطمح للترشح في الانتخابات النيابية المقبلة، كما وضعت قيادة التيار في البقاع أمام المساءلة بعد الهزائم في أكثر من بلدة، ومنها برالياس، التي مني فيها التيار بخسارة كبيرة، خاصة أن مرشحيها من قياديي منسّقية البقاع في التيار.