تطور العلاقات التركية ــ الإسرائيلية، لا تضره تصريحات إعلامية تصدر بين الحين والآخر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يهاجم فيها إسرائيل وسياساتها. وإذا كانت أنقرة تصدر تصريحات شاجبة لإسرائيل، إلا أنّها ترسل في الموازاة، وفداً اقتصادياً رفيع المستوى، لتأكيد الشراكة وتطويرها، على مختلف المستويات.
قبل أسبوع، هاجم أردوغان تل أبيب ووصفها بالعنصرية والمنتهكة لحقوق الإنسان الفلسطيني. حينها، علّقت إسرائيل عبر عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، يؤاف غالنت، أن «لا شيء حقيقياً» في هجوم أردوغان الكلامي، لأنه «يخرج من حين لآخر بتصريحات انطلاقاً من مصالح سياسية (داخلية)، لكن عندما يصل الأمر إلى حدود التطبيق العملي، فأعتقد أن لتركيا مصالح أخرى».
لم يخطئ الوزير الإسرائيلي. الوفد الاقتصادي التركي، الذي يُعَدّ الأرفع والأكبر منذ عشر سنوات، وصل إلى إسرائيل ويضمّ أكثر من 120 من رجال الأعمال، من بينهم مصدّرون ومديرون عامون لشركات تركية كبرى، في مجالات الطاقة والبناء والطيران والغذاء والزراعة، الأمر الذي يشير، كما يؤكد الإعلام العبري، تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، على نحو متزايد.
رئيس الوفد الاقتصادي التركي محمد بيوكيكس، الذي يرأس مجلس المصدّرين في بلاده، دعا إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري لتركيا وإسرائيل، في خلال فترة زمنية لا تتجاوز خمس سنوات، لافتاً في حديث مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إلى أنّ «الوقت حان لتغيير تصور المواطنين الإسرائيليين تجاه الأتراك، وكذلك الأتراك تجاه الإسرائيليين». وأعرب عن ثقته بأن التجارة البينية بين البلدين يمكن أن تنمو من 3.9 مليارات دولار كما هي اليوم، إلى أكثر من 10 مليارات دولار في خلال السنوات الخمس المقبلة. وشدّد على أن تعزيز العلاقات بين رجال الأعمال الإسرائيليين والأتراك، لا يؤثر ايجاباً بالسوق التجارية وحسب، بل أيضاً بالعلاقات السياسية، وعلى نحو متزايد.
زيارة الوفد التركي تأتي في موازاة نشر معطيات اقتصادية إسرائيلية، تشير إلى أنه في الربع الأول من العام الجاري، ارتفعت الصادرات التركية إلى إسرائيل بنسبة 20 في المئة، فيما ارتفعت الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا بنسبة 45 في المئة.
أكد بيوكيكس للصحيفة، أن إسرائيل وتركيا تتمتعان بمزايا تكميلية في المجال الإقتصادي، ولفت إلى ضرورة أن يعمد رجال الأعمال من الجانبين إلى البدء بمشاريع مشتركة وعدم الاقتصار على بيع متبادل للبضائع، وقال: «نعتقد أن الإمكانات كبيرة إن جمعت معاً، كذلك نعتقد أن العلاقات بين الدول تتحسن وفقاً لجهود رجال الأعمال».
معطيات غرفة التجارة الإسرائيلية تشير إلى حجم تبادل تجاري كبير عام 2006، كاد أن يصل إلى 4 مليارات دولار، رغم أنه تراجع قياساً بعام 2015، بعد أن وصل إلى 4.1 مليارات. الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا بلغت عام 2016، 1.3 مليار دولار، فيما بلغت الواردات من تركيا إلى إسرائيل 2.6 مليار دولار.
يشار إلى أن الوفد الاقتصادي التركي، يزور إسرائيل بتنسيق من قبل اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، وغرفة التجارة الإسرائيلية ــ التركية، ورابطة المصنعين ومعهد التصدير الإسرائيلي، إضافة إلى جهود خاصة بذلتها كل من وزارة الخارجية الإسرائيلية والتركية، والسفارة التركية في إسرائيل.