كانت خدعة (فنية) إذاً؟ كتبت لارا فابيان لمعجبيها على النت أنّها لن تغنّي في «الكازينو» ما دام حضورها «يغضب بعض المتشدّدين»! و«انزعج» الشيخ سامي جميّل، لأن المغنية البلجيكيّة عدلت عن رأيها في المجيء إلى لبنان... وصرخ منظّم حفلتيها على التلفزيون أن دعاة المقاطعة «يهدّدون الحضارة اللبنانيّة»، قبل أن يضيف إنّه مع المقاومة... وتنفّس مناضلو حملة المقاطعة الصعداء: «عاشقة إسرائيل» لن تأتي إلى البلد الذي ركّع إسرائيل! لكن لا، كانت على الأرجح محاولة لذرّ الرماد في العيون. أو أن هناك من يصرّ على إقناع المغنية البلجيكية ـــــ الكنديّة بعدم الزعل من وطن العسل والبخور. هناك من منحها «تطمينات» أمنيّة كما قيل لنا، علماً أن أصدقاءها هم القتلة، ومعارضيها سلميّون وديموقراطيّون. لمَ الإصرار على مجيئها؟ ألأسباب مادية؟ لكسر المحظور الذي ما زال يحقق الإجماع في لبنان على رفض التطبيع الثقافي مع العدوّ (بأشكاله المباشرة وغير المباشرة)؟ لاستدراج التيّار الواسع الداعي إلى مقاطعة فابيان إلى رد فعل غاضب، ومن ثمّ أبلسته وإظهاره في موقع «الهمجي»، وعدوّ الحريّات و«الانفتاح» و«حبّ الحياة»؟...الشيء الأكيد أن لارا فابيان على موعدها ـــــ حتّى الآن ـــــ مع الجمهور اللبناني ليلتي 14 و15 شباط (فبراير) المقبل في «كازينو لبنان». جان صليبا الملحّن اللبناني المشرف على تنظيم الحدث، أكّد لـ «الأخبار» أنّ «لارا وفريقها حصلوا على تأشيرة دخول من الأمن العام اللبناني»، ومحلات «فيرجين» ماضية في بيع البطاقات، والإعلانات في الشارع وعلى التلفزيون... وكل شيء على ما يرام... لولا أن المواجهة ستكون حامية في «عيد العشّاق»، وستتحوّل إلى قضيّة وطنيّة! ليتحمّل وزير السياحة فادي عبّود مسؤولياته أمام الشعب وأمام التاريخ، علماً أن نسبة من أرباح الكازينو تذهب إلى خزينة الدولة. الجدل حول استضافة فنان أجنبي غنّى في إسرائيل، بات ثانويّاً هنا. لارا فابيان ـــ إلى أن تعتذر أو تعلن العكس ــ مجّدت إسرائيل، وهي مناصرة شرسة للكيان الغاصب، وقد أظهرت تعاطفها السياسي في أكثر من موقف ومناسبة. وحضورها تدنيس لذكرى أطفال قانا وسائر ضحايا المجازر الإسرائيليّة في فلسطين ولبنان. «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان»، صرّحت بأنّها تستعد لإعلان خطوات جديدة ـــــ سلميّة كالعادة ـــــ في الأيام القليلة المقبلة.