نيويورك | في أغرب حدث سُجّل في تاريخ إدراج الإرهابيين وشطبهم من لوائح الإرهاب، بدأت محاولة لشطب الإرهابي الكويتي الشهير شافي العجمي من القائمة السوداء. والسبب أن العجمي «يشكو من آلام في ظهره لا تعالج إلا في ساراييفو عاصمة البوسنة والهرسك» التي منحته سلطاتها الصحية شهادة مرضية لهذه الغاية.
والعجمي هو من غلاة الجماعات السلفية الجهادية في الكويت، ويشتهر بالفيديو الذي ظهر فيه في أوائل الأزمة السورية حين تفاخر بنحر شيخ وولده، وطلب جلب عشرة آخرين لنحرهم بنفسه، داعياً أتباعه إلى قتل عشرات الشيعة السوريين.
وفي التفاصيل إن خيرت عمروف رئيس اللجنة الأممية الخاصة بإدراج عناصر وكيانات التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» على قوائم الإرهاب، بعث رسالة إلى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، يطلب فيها الموافقة على السماح للشيخ الكويتي شافي سلطان محمد العجمي بالسفر.
وجاء في الرسالة التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها أن العجمي يرغب في السفر إلى ساراييفو مروراً بإسطنبول من أجل تلقي العلاج، وذلك في ٢٠ من آب الحالي، ثم يعود إلى الكويت في ١٠ أيلول المقبل.
وورد طلب العجمي إلى لجنة الشطب مرفقاً بوثائق من السلطات الصحية في كل من الكويت وساراييفو ونسخة من برنامج رحلته الجوية عبر تركيا. كذلك، طلب عمروف من السلطات السورية الإدلاء برأيها في هذا الطلب في موعد أقصاه اليوم، فيما ستستغرق عملية إعادة النظر بطلب شطب الشيخ من قائمة الإرهاب مدة أسبوعين.
البعثة السورية ردّت على الطلب مستغربةً كيف يمكن أن يُعفى العجمي من جرائمه بهذه البساطة، معترضةً على ذلك بنحو قاطع. وجاء في الرسالة الجوابية السورية، «أن النشاطات الإرهابية في الكويت للجماعات السلفية على درجة عالية من التنظيم والديمومة، فهم مصدر منتظم من التمويل الكبير للإرهاب المنظم في سوريا تحت غطاء المعونات الإنسانية».
كذاك فإن تلك المنظمات تعبئ الإرهابيين وترسلهم إلى سوريا من دول عدة، وليس من الكويت وحسب. وذكّرت البعثة السورية بالاعترافات العلنية التي أدلى بها شافي العجمي من قرية الحطلة السورية عندما «نحر شيخاً سورياً وطفله ثم ناشد أنصاره قتل العشرات من أفراد الأهالي الشيعة. وأن يحضروا له عشرة منهم لينحرهم بيديه»، وفقاً لما ورد في نص الرسالة.
ورأت البعثة السورية أن الطلب لا يعدو كونه محاولة للتلاعب على نظام العقوبات التابع لمجلس الأمن الدولي. وحث الجعفري عمروف على «عدم انتهاك نظام العقوبات الدولية الذي سيصبح أضحوكة إذا ما استجاب لهذا الطلب». وقال في رسالته: «إن من يتحملون قطع أعناق الآخرين بأيديهم يستطيعون تحمل أوجاع الظهر، أو الحصول على أدوية لها في بلادهم، ولا سيما أنه جمع مئات ملايين الدولارات من أجل إرسال الإرهابيين إلى بلادي سوريا». ثم طلب الجعفري من عمروف إرسال خطاب جوابي يعلن فيه رفضه للطلب.
الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة كانت قد ألغت أخيراً زيارة للجنة تحقيق في جرائم «داعش» في سوريا، بداعي أن ميزانيتها لم تكتمل، وذكرت أن المبلغ الناقص يساوي ٤٠٠ دولار لا غير.