ملاحظات القناة الناقلة كثيرة، وأهمها أن العائدات المالية من اللعبة ضعيفة مقارنة مع المصاريف. ولكن كلّ هذا لا يعني الجمهور لا من قريب ولا من بعيد، إذ يعتبر أن من حقه أن يشاهد المباريات، ومن واجب القناة التي قدّمت عرضاً لبثّ مباريات الدوري والكأس أن تفي بالتزاماتها، وتقدّم له هذه الخدمة.
المسؤولية تتوزع على الأندية والاتحاد والقناة الناقلة
على المقلب الآخر، تؤكّد مصادر لـ«الأخبار» أن برنامج مرحلة الذهاب يتم وضعه بعد موافقة الـMTV، وأن المشاكل تحصل في مرحلة الإياب، خاصة أن هناك أندية ترفض أن تلعب خارج ملاعبها، وغالباً تكون هذه الملاعب غير مؤهّلة للنقل التلفزيوني، وبالتالي يكون الموضوع متعلقاً بالأندية. وفي موضوع الأندية أيضاً، فإن بعضها يمارس ضغطاً على الاتحاد لتأجيل بعض المباريات لظروف عدّة، بينها المشاركات الخارجية، أو عدم الرغبة في تغيير الملعب، وبالتالي تتغيّر البرمجة. تضع بعض الجهات المسؤولية الكبرى بعدم نقل المباريات على القناة الناقلة، فعلى سبيل المثال، في شهر نيسان/أبريل الماضي لم يكن قد بدأ شهر رمضان، ولا برمجة شهر رمضان على الشاشات، ولكن القناة كانت أولويتها البرامج الفنية التي تبثّها، إضافة إلى برامج الأعياد التي تكون مدفوعة الثمن (توجد فيها إعلانات)، فكان يتم النقل على ONE وليس على MTV، وبالتالي يكون قسم كبير جداً من الجمهور غير قادر على متابعة المباريات.
المشكلة متشعّبة، وإذا ما عدنا إلى موضوع إضاءة الملاعب، يتبيّن أن الأندية هي التي تتحمل كلفة إضاءة أي ملعب تقام المباراة على أرضه ليلاً، وبالتالي تحاول هذه الأندية الضغط لتكون مبارياتها خلال النهار، لكي تتجنب كلفة إضاءة الملاعب. هنا يعود النقاش إلى نقطة أساسية، وهي أن كلّ ناد يجب أن يكون لديه ملعب خاص ومجهّز. ومن النقاط التي تؤخذ على القناة الناقلة عدم دفع المتوجب عليها للاتحاد، لكي يقوم هذا الأخير بالدفع للأندية، فالمبلغ المتبقي للاتحاد في ذمة القناة يصل إلى حوالى 680 ألف دولار.
المشكلة متشعبة وحلّها ليس بالسهل، مشكلة الملاعب، ومشكلة «تدليع» الاتحاد للأندية، إضافة إلى التلفزيون الناقل الذي يقدم المسلسلات والبرامج الفنية والبرامج المدفوعة الأجر، على حساب كرة القدم، رغم أنه هو نفسه تقدم بملف لنقل هذه المباريات. كل هذه المشاكل وحتى العجز المالي وغياب المعلنين لا يتحمله الجمهور، هذا الأمر يتحمله من يدير اللعبة، والقناة الناقلة أيضاً على اعتبار أنها هي التي تعرف الظروف قبل أن تتقدّم بأي عرض، وبالتالي فإنّ الجمهور هو الخاسر الأكبر، ومعه تأتي اللعبة التي تغيب عن الشاشات.