وهذه المسألة كانت المهمة التي كُلّف نيمار أداءها من دون إعلان مسبق، إذ في ظل غياب ميسي وجد محبو «البرسا» أنّ المسؤولية تقع على أكتاف البرازيلي لحمل الفريق وقيادته للحفاظ على لقب الدوري الإسباني في ظل المشكلات الكثيرة التي يعانيها، أبرزها النقص في التشكيلة الذي جعل لاعباً مثل اندريس إينييستا خارجها بسبب الإصابة، وهو أمر له تأثير بحجم ذاك الذي يرتبط بغياب ميسي.
وهنا الحديث عن المركز الحساس الذي يشغله إينييستا، وهو صناعة الألعاب الذي يحتاجه أي مهاجم للوصول إلى الشباك.
حصل نيمار على مساحات
أكبر لتغطيتها في ظل ابتعاد ميسي عن برشلونة
وبغياب ميسي وإينييستا أصبحت المسؤولية الملقاة على كاهل نيمار تتمثل بصناعة الفارق في المباريات، وصناعة الأهداف لنفسه، وهو أمر برز واضحاً في المباراة أمام رايو فاييكانو، حيث استخدم نيمار كل مهاراته للوصول إلى مبتغاه، فكسب ركلتي جزاء سجل منهما وحُرم أخرى بقرار تحكيمي، قبل أن يلعب دور إينييستا مجدداً بردّه التسليفات الكثيرة التي مدّه بها سواريز خلال اللقاء ويهديه كرة الهدف الخامس.
فنياً، يمكن القول إن هذا اللمعان الذي أطلّ به الرقم 11 على العالم ليس سببه الوحيد غياب ميسي وتحمّله المسؤولية كاملة، بل القدرات التي يختزنها النجم البرازيلي منتظراً تفجيرها لدى حصوله على الفرصة المناسبة. وهذه الفرصة أتت أخيراً، فباتت الكرة تصل وتبقى في أقدام نيمار أكثر من أي وقتٍ مضى، إضافةً إلى حصوله على مساحات أكبر لتغطيتها، فلم يكن بإمكان فاييكانو الممتاز في هذه المباراة، الذي صنع خطورة كبيرة، إيجاد أي حل لوقف المدّ الهجومي لنجم «السيليساو» الذي أحدث رعباً للمدافعين وتلاعب بهم في كل مرة اخترق فيها المنطقة المحرمة ليحصل على ركلتي جزاء ويترجمهما بدقة، ويُحرم واحدة أخرى بقرار تحكيمي.
في هذه المباراة التي سجل فيها نيمار «سوبر هاتريك»، ترك انطباعاً بأن الحياة موجودة على «كوكب برشلونة» في غياب المخلوق الفضائي المدعو ميسي وبمهاراته وقيادته للفريق يمكن صناعة العرض أيضاً من دون مخرجه الأول دائماً، أي النجم الأرجنتيني. والأهم أن نيمار غطى بأدائه العيوب الكثيرة في برشلونة التي بالتأكيد لا ترتبط بالشق الهجومي في ظل غياب ميسي وإينييستا، بل تمحورت سابقاً حول الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، ولاحقاً، وتحديداً في المباراة أمام رايو فاييكانو حول خط الدفاع الكارثي الذي لو كان في مواجهة فريقٍ أكبر لخرج بطل إسبانيا يجرّ أذيال هزيمة قاسية. هزيمة لم يكن نيمار أو سواريز أو حتى ميسي قادرين على إبعاد شبحها عن ملعب «كامب نو».