مجدداً، يطل علينا «التنين الصيني» الذي اجتاح العالم، «تيك توك»، بعدما نجح في تحطيم منافسيه بسرعة مذهلة منذ انطلاقه في عام 2016، ما دفع بقادة العالم إلى النزول عن عروشهم والتدخل المباشر، حرصاً على استقرار أدواتهم التي لطالما اعتمدوا عليها، وخوفاً من تقليص نفوذهم وتأثيرهم السياسي والاقتصادي على الأنظمة والحكومات.في خطوة مهمة نحو تطوير ثقافة التواصل الرقمي وفي إطار التطور المستمر الذي تشهده الصين في مجال التكنولوجيا والابتكار، أعلنت منصة تيك توك الصينية الشهيرة، عن إطلاق منافس «قوي جداً» لتطبيق إنستغرام، يُسمّى «تيك توك نوتس»، يتميّز بـ «رؤية جديدة تماماً» لمشاركة الصور والنصوص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يقدّم تجربة جديدة ومثيرة للمستخدمين.
يأتي هذا التطبيق مُحمّلاً بعدد من المميزات التي تجعله في ميزان التنافس منذ اللحظة الأولى لإطلاقه، من بينها: المزامنة الدائمة مع حساب تيك توك الخاص بالمستخدم، والتصميم الفريد الذي يشبه تطبيق «بينترست»، والتركيز على المحتوى المفيد بدلاً من الجماليات. كما يتيح فرصة مشاركة الصور والنصوص بطريقة تفاعلية غير مسبوقة، ما يجعله وجهة مثالية للباحثين عن تجربة جديدة وممتعة في عالم منصات التواصل الاجتماعي.

ميزات «تيك توك نوتس»
1. المزامنة مع حساب تيك توك: يمكن للمستخدمين الاستعانة بحساباتهم على تيك توك نفسها من دون الحاجة إلى إنشاء حسابات جديدة تماماً كما الحال في تطبيق «ثريدز» مع إنستغرام، ما يزيد من فرص زيادة عدد المستخدمين خلال مدة قصيرة جداً. أما بالنسبة إلى الإعدادات العامة للتطبيق، فلن تتزامن بشكل تلقائي مع إعدادات تيك توك، بما في ذلك إعدادات الخصوصية.
2. التصميم المميز: يتميّز التطبيق بتصميم يشبه «بينترست»، إذ تتضمّن الشاشة الأساسية تصميماً من عمودين لعرض المحتوى، على أن تحتوي كل مشاركة على الصورة الرئيسية، وعنوان المنشور، وصورة صغيرة للملف الشخصي، وعدد الإعجابات.
3. تقسيم الشاشة الرئيسية: تماماً كما في تيك توك، يمكن للمستخدمين التنقل بسهولة بين موجز For You وFollowing، حيث سيعرض الأوّل المحتوى الموصى به بناءً على خوارزمية تيك توك، فيما يبرز الثاني محتوى الحسابات المُتابعة.
4. مشاركة الصور الشخصية: يشارك «تيك توك نوتس» الصور المنشورة على تيك توك تلقائياً، ما يوفر راحة لدى المستخدمين عند تبديل صورهم الشخصية.
5. التركيز على المحتوى المفيد: يتميّز التطبيق بالتركيز على المحتوى الذي يقدم قيمة وفائدة للمستخدمين، بدلاً من الجوانب الجمالية.
6. دعم العناوين والتعليقات الطويلة: يتيح التطبيق للمستخدمين كتابة عناوين وتعليقات تصل إلى 4 آلاف حرف، وهو ضعف المسموح في إنستغرام، ما يعزّز قدرتهم على تقديم محتوى شامل ومفصل. ويشير هذا أيضاً إلى أنّ TikTok SEO (تحسين محرك البحث) سيكون مكوّناً قوياً للتطبيق الجديد أيضاً، وهي أداة قوية يمكن لصنّاع المحتوى الاستفادة منها لمنح محتواهم أفضل فرصة ممكنة للظهور في نتائج البحث.
7. هدف للتجارة الإلكترونية: يشير التطبيق إلى أنّه قد يكون له هدف نهائي في مجال التجارة الإلكترونية، ما يعني أنّه قد يقدّم فرصاً للمستخدمين لتحقيق الدخل عبر التسويق بالعمولة.

أوجه التشابه بين «تيك توك نوتس» وإنستغرام
1. مشاركة الصور والنصوص عبر منصتهما.
2. التفاعل مع المحتوى عبر الإعجابات والتعليقات والمشاركة.
3. المشاركة التلقائية للمحتوى في حال اختيار المستخدمين ذلك.

الاختلافات بين «تيك توك نوتس» وإنستغرام
1. التصميم وواجهة المستخدم: يتميز «تيك توك نوتس» بتصميم يشبه تطبيق «بينترست»، بينما يتميّز إنستغرام بتصميمه الخاص والذي يركز على تدفّق الصور.
2. دعم العناوين والتعليقات الطويلة: يوفر «تيك توك نوتس» دعماً للعناوين والتعليقات الطويلة (4 آلاف حرف)، بينما يتيح إنستغرام قدرات محدودة للتعليقات والوصف (2200 حرف).
3. تقسيم التغذية الرئيسية: يوفر تطبيق «تيك توك نوتس» تقسيماً للشاشة من جزئين For You وFollowing، في حين يعرض إنستغرام المحتوى في شاشة واحدة.
4. خوارزمية عرض المحتوى: يسعى «تيك توك نوتس» إلى تقديم محتوى يقدّم قيمة وفائدة للمستخدمين بالاعتماد على خوارزميته الخاصة، بينما يركّز إنستغرام بشكل أساسي على الجوانب الجمالية والصور الإبداعية.
5. الإتاحة الجغرافية: حالياً، يتوافر تطبيق «تيك توك نوتس» في كندا وأستراليا فقط، بينما ينتشر إنستغرام على مستوى العالم.

يظهر توجّه الصين نحو تطوير واستثمار تطبيقات التواصل الاجتماعي كجزء من إستراتيجيتها العالمية لتعزيز التنافسية وضمان وجودها في الساحة الدولية بدلاً من الاعتماد على التطبيقات الغربية، إذ تعمل بشكل ثوري على بناء قدراتها الخاصة في هذا المجال، عبر تطوير تطبيقات مثل «وي تشات» وWeibo وتيك توك وغيرها. وتحظى هذه الجهود بدعم كبير من قبل الدولة الصينية، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها من قبل العالم الغربي في ما يتعلق بمحاولات احتكار تطبيقات السوشال ميديا، والتأثير السلبي الذي يمكن أن ينجم عن ذلك على السيادة الرقمية والسياسية.