وبعدما كانت أول منحة للمؤسسة، بقيمة مليون دولار عام 1953، مخصّصة للاستثمار في المدارس الريفية، انتقلت المؤسسة في السنوات الماضية والعقود الأخيرة إلى تعزيز عملها ونشاطها في المنطقة الحضرية. عام 2017، تلقّت الجامعة الأميركية في بيروت منحة لافتتاح Beirut Urban Lab. وعام 2012، تأسّس «استوديو أشغال عامة» بدعم من المؤسسة لتعزيز توجيه المجتمع المدني نحو الحقوق الحضرية، بدءاً من التزام المشاريع جنباً إلى جنب مع المنظمات غير الحكومية الأخرى. ويسجّل ذلك انسجاماً مع اهتمامات «فورد» التاريخية، إذ ركّزت على مشاريع التنمية الريفية حين كانت الولايات المتحدة تقارع السوفيات، بينما انتقلت في ما بعد إلى دعم النخب للتأثير على صنّاع الرأي العام.
«المجلس العربي للعلوم الاجتماعية»
المجلس العربي للعلوم الاجتماعية المموّل من «فورد» هو مموّل رئيسي لأبحاث العلوم الاجتماعية في لبنان والشرق الأوسط. تواصل «فورد» تمويل أبحاث السياسات والبرامج والمنح الدراسية تحت عنوان «الحدّ من اللامساواة». عام 2012، بالتزامن مع أحداث «الربيع العربي»، ساعد إنشاء «المجلس العربي للعلوم الاجتماعية» في تسريع وتوسيع نطاق أبحاث العلوم الاجتماعية بشكل كبير، مع التركيز على نشاط المجتمع المدني ضمن سياق عدم المساواة الحضرية والنقاشات الأكاديمية حول «المساحات» كمحور رئيسي. ويموّل المجلس أيضاً برامج المنح التجريبية التي تهدف إلى حشد الدعم للباحثين العرب الشباب في ظل ما تعتبره المنظمة «أفكاراً قديمة» ومؤسسات متخلّفة «غير مضيافة» في العالم العربي، والتي لم يُشر إلى أنها نتاج الإمبريالية، بل نتيجة القصور «المتأصّل» في المجتمعات والدول العربية.
84 % من تمويل المؤسسة للبنان سُجل بين عامَي 2010 و2020 وكان عام 2018 الأسخى
«مسح المجتمع المدني»
كان الموضوع الرئيسي والاستراتيجي في أبحاث العلوم الاجتماعية المموّلة من «مؤسسة فورد»، ولا سيّما بعد عام 2015، يركّز على مسح وتنظيم المجتمع المدني، عادةً، حول القضايا الحضرية. تتجلى مشاريع وبحوث «مسح المجتمع المدني» من خلال التداخل بين الفنون والتعبير الإبداعي (مؤسستا «اتجاهات» و«آفاق»)، واستكشاف دور اللاجئين السوريين في تشكيل المجتمع المدني في لبنان («الجمعية الاقتصادية اللبنانية»، و«معهد الأصفري»، و«اتجاهات») ، والشمل والمشاركة المدنية (Lebanon Support، معهد الأصفري). ويشرح أحد الباحثين من Beirut Urban Lab بأنّ الأحداث المتغيّرة في لبنان سهّلت بطبيعة الحال قدرة الباحثين على التكيف والاستجابة لمراحل الأزمات المختلفة. لكن التأثير الأهم كان في إدخال الأفكار والخطابات التي كان يتم تجاهلها في المجتمع اللبناني، مثل «الحق في السكن».