الانطلاقة المتجددة تزامنت مع افتتاح المركز الجديد للملتقى وقاعة الشيخ فضل مخدّر في محلة بئر حسن (خلف جامعة المعارف، مبنى الابتسام، طابق ثالث)، ضمن احتفال أقيم برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى وحضره عدد كبير من الأدباء والشعراء والمهتمّين. قدّم الاحتفال الإعلامي والأديب روني ألفا، تخللته كلمة للنائب والشاعر إيهاب حمادة باسم «الملتقى الثقافي اللبناني» أكَّد فيها على الالتزام برؤية ورسالة الملتقى مستعرضاً برنامج عمله الجديد.
إعادة إطلاق المهرجانات الشعريَّة في مناسبات محدَّدة
كما كانت كلمة لأمين عام «اتحاد الكتّاب اللبنانيين» الشاعر الياس زغيب الذي تطرّق إلى مشواره مع «الملتقى»، مذكّراً أنَّه منذ يفاعة لغته على ودّ مع هذا المنبر الذي عرفه شاعراً وخطيباً، ومع «صديقه الكبير» الذي جمعه به الهمّ الثقافي في اتحاد الكتّاب يوم كان الشيخ نائباً لأمينه العام الراحل وجيه فانوس، ورأى في تسمية القاعة باسم الشيخ مخدّر لفتة نبل ووفاء. وبعدها، كانت قصيدة للشاعرة آيات جرادي، تلتها كلمة وزير الثقافة الذي رأى أنَّ فضائل ومبادئ ومواهب الشيخ فضل مخدّر كانت هي سكناه ومنازله في حياته وبعد وفاته، وأنَّ أيَّ قاعة مهما رحُبت، تضيق أن تكون وحدها لذكراه مقاماً، ورأى أنَّ الشيخ وحتى في دراسته الإلهيَّات، كان يفتش عن الإنسان في أعماق كل فكر، ومن هنا جاء اهتمامه بالمواهب الشابَّة التي رأى فيها قنوات روحيَّة تجري عبرها القيَم باتجاه المستقبل، ومن هنا كان اعتقاده أنَّ الإنسان الذي من أجله صُنِعَ هذا الكون بما فيه ينبغي له أن يبقى موفور العزّة والكرامة حرّاً في وطن حرّ ليستطيع عمارة الأرض كما أوصاه ربّه ولا يتخلف أبداً عن مقارعة الاحتلال باعتباره نقيضاً للكرامة الإنسانيَّة والحقّ الوطني. ورأى الوزير أنَّ على النوادي الثقافيَّة والملتقيات الأدبيَّة والروابط الفنيَّة أن تسهم بشكل أساسي ومباشر في تشكيل الهوية اللبنانيَّة الحقيقيَّة وإبراز «معالمها المتميّزة في هذا الزمن الذي تستشري فيه الأزمات على غير صعيد وتسيطر العصبيَّات القاتلة على الخطاب السياسي لدى جهاتٍ بعينها لا تزال مصرَّة على رفض الآخر والتنصّل من رسالة العيش الواحد تحت ذرائع تعرف قبل سواها أنها واهية باطلة ولكنّها تصرّ عليها لأسباب معلومة». وفي الختام جرى رفع الستارة عن لوحة فنيَّة عبارة عن بورتريه للشيخ فضل مخدّر أنجزها الفنان التشكيلي يامن صعب مستعيناً بكلمات قصيدة للشيخ الراحل مستهلها «أي عشق يشدّني يا رفاقي، دجلة الخير أم نخيل العراقِ».
* «الملتقى الثقافي اللبناني»: محلة بئر حسن (خلف جامعة المعارف، مبنى الابتسام، طابق ثالث) ـــ للاستعلام: 70/111805