ركز الفيلم أكثر على الرسائل العائلية والقضايا النسوية والجندرية
كان على فيلم «الأرملة السوداء» التغلّب على تحدّيات كبيرة. على وجه الخصوص، إنّ مصير الشخصية معروف والفيلم تقع أحداثه بين فيلمين ضخمين من «عوالم مارڤل». لذلك، كان من المهم إدخال عناصر جديدة للشخصية، من دون الوقوع في التناقضات، وقد نجح في ذلك. ولكن من ينتظر أن يفضح الفيلم الجديد بعض الأدلة حول مستقبل مارڤل والشخصيات الأخرى، كما يحصل عادة في أفلام «عوالم مارڤل»، سيكون الأمر محبطاً بعض الشيء.
خلقت المخرجة الأسترالية كايت شورتلاند، توازناً بين الجدية المحتملة للموضوع وبين الفكاهة الطبيعية للشخصيات. ولكنها فقدت التوازن بين ما هو مطلوب من الفيلم وما رأيناه. ركّز الفيلم أكثر على الرسائل العائلية وقضية النسوية، فأصبح فيلماً عائلياً بعيداً قليلاً عن الحركة والجاسوسية. وعلى الرغم من أنّ مشاهد الحركة موجودة، لكنها تفتقر إلى الكثافة مقارنة بأفلام أخرى من العالم نفسه. مغامرة «مارڤل» الجديدة، فيها عمق عاطفي أكبر بسبب ماضي ناتاشا مع عائلتها ومع برنامج «الأرامل السوداء». وبالتأكيد لأنّ شخصية الفيلم الرئيسية هي امرأة، يتبع الفيلم السياسة الجندرية. القضية هنا واضحة: امرأة تحارب من أجل تحرير نساء أخريات ليمتلكن القرار على أجسادهن وقوّتهن، ولكن حتى هذه القضية أتت معلبة بعض الشيء.
يبدو الشريط كأنه حلّ سريع لكل شيء. كان ينبغي تطويره بشكل أكبر. نادراً ما ارتكبت مارڤل أخطاء مماثلة. «الأرملة السوداء» هو رسالة وداع عاطفية لشخصية لن تكون لها مغامرة قادمة بعد الآن، وستبقى فقط للذكرى. لذلك، السؤال الأهم: هل قصة ناتاشا رومانوڤ تستحقّ أن تروى؟ نعم، ولكن ربما لو أن الفيلم أنتج قبل أن نعرف مصيرها، كان ليكون لديه بُعد أكبر ومساحة أكبر للغوص بعمق في تاريخ الشخصية.
Black Widow في الصالات اللبنانية