![](/sites/default/files/old/images/p13_20070406_pic2.jpg)
لكن هذا ليس العنصر الرئيسي المثير للاهتمام. هناك ما هو أهم: شخصية بري وموقعه السياسي. هو مقلّ في إطلالاته الإعلامية، وغالباً ما يفضّل المؤتمرات الصحافية. والمعروف عنه في الأوساط الإعلامية أنه يميل أكثر إلى الصحافة المكتوبة التي يخصّها بأخباره. من هنا، بدا سعيد غريّب في امتحان صعب: يحاور صاحب المؤسسسة، وأحد أبرز الشخصيات السياسية إثارة للجدل في العلاقة مع الإعلام.
لذلك ربما بدأ برّي اللقاء بمزحة، تعليقاً على خبر بثته «أل بي سي» عن إلغاء المقابلة: «قد يكون هذا الإعلان نكاية فيك مش فيي» يقول لمحاورِه. وهي مزحة ستتكرّر من دون أن تنجح في كسر حاجز ما، شعر المشاهد بوجوده بين الرجلين، وتمثّل في قلّة الأسئلة التي طرحها غريّب على امتداد ساعتين. واقتصرت في أوقات معينة على «ليش دولة الرئيس؟»، «مين دولة الرئيس؟»، «ليه صار هيك؟»، وكلّها وردت في إطار «استفاضات» بري في إجاباته. هكذا، بدا اللقاء كأنه تكملة للمؤتمر الصحافي الذي «بقّ» فيه رئيس مجلس النواب البحصة في 20 آذار (مارس) الماضي. الأوراق حاضرة على الطاولة، والرسائل السياسية توجّه تباعاً الواحدة تلو الأخرى. ويتولى بري بنفسه عملية الانتقال من موضوع إلى آخر، محاولاً الإيحاء بأن غريّب هو من يرغب بمعرفة ما سيقوله، فيقدّم كل رسالة بجملة من قبيل: «بخبرك سرّ؟ هل سمعت بمؤتمر استوكهولم؟ إذا سألتني عن حرب تموز؟»...
كان يجب أن ننتظر الفاصل الإعلاني الثالث والأخير حتى تصبح المبادرة إلى حد ما بيد سعيد غريب. طرح سلسلة من الأسئلة (غير الفتاكة) وردّ عليها بري بأسئلة مقابلة قبل أن يقدم الإجابة، فيبقى هو مديراً للحوار. وهكذا، تجاوز غريّب أحد أصعب امتحاناته المهنية من دون أن يكون من فئة الصحافيين الذين اتهمهم بري، بتحبب كما قال، بأنهم يختلقون المشاكل.
مهى...