تُعدّ الجالية اليمنية من أكبر الجاليات العربية في السودان
وبعد ساعات من إعلان السفارة اليمنية في الخرطوم استكمال الترتيبات لإجلاء رعاياها بتوجيه من قِبَل وزارة الخارجية في عدن، نفت مصادر مقرّبة من أُسر الطلّاب المحاصَرين وسط العاصمة السودانية صحّة ذلك الإعلان، وقالت إن هذه الأُسر تجد صعوبة في إجلاء أبنائها جرّاء أزمة الوقود التي تعانيها الخرطوم، وارتفاع أجور النقل إلى بورسودان إلى نحو 20 ألف دولار للحافلة الواحدة، علماً أن تكلفة كتلك تفوق قدرات معظم العالقين. وبينما أعلنت خارجية عدن أنها تولّت مهمّة إجلاء اليمنيين في الخرطوم بالتنسيق مع لجنة إغاثة مكوَّنة من طلّاب يمنيين وعاملين في السفارة، أعلن «اتّحاد طلاب اليمن في السودان»، أوّل من أمس، إخلاء مسؤوليته أمام كلّ الطلّاب والطالبات نتيجة تأخّر العملية وما يترتّب على ذلك من مخاطر حمّل مسؤوليتها للسفارة والخارجية والجهات الرسمية، مؤكّداً عجزه عن توفير أبسط احتياجات الإجلاء، وكاشفاً عن عدم تلقّيه أيّ مبالغ مالية لهذا الغرض. ووصف الاتحاد الوضع الإنساني للطلّاب اليمنيين بالصعب جدّاً، منبّهاً إلى أن تأخير إخلائهم قد يتسبّب بمأساة إنسانية.
وكانت حكومة عدن أعلنت إجلاء نحو 450 طالباً وطالبة من الخرطوم خلال اليومَين الماضيَين، لكنّ طلّاب الدراسات العليا الناجين من الاشتباكات التي جرت في منطقة المعالي وسط الخرطوم أفادوا بأنهم أجْلوا أنفسهم بجهود ذاتية وعلى نفقتهم الخاصة، في ظلّ غياب أيّ دور ملموس لأيّ جانب رسمي، موضحين أن 38 طالبة تمّ إجلاؤهن من مناطق الاشتباكات إلى منطقة مدني خارج الخرطوم، ووضعهنّ داخل مسجد حتى يتمّ توفير وسائل نقل لإيصالهن إلى بورسودان. ووفقاً لمصادر طالبية أيضاً، فإن العشرات من الطلّاب الذين انتقلوا إلى بورسودان، ينامون في العراء منذ يومَين، فيما لا ترتيبات حتى الساعة لنقلهم إلى اليمن.