اتّهمت الولايات المتحدة الحكومة الأفغانية بالإخفاق والتساهل في مكافحة الفساد
تصعيد العنف هذا جاء في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلغاء المفاوضات مع الحركة، ووسط استعداد البلاد لانتخابات رئاسية ترفض «طالبان» إجراءها. مفاوضات اقتربت من التوصل إلى اتفاق سلام يسمح ببدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وردّت الحركة على الإعلان الآنف بالتوعّد بمواصلة القتال واستهداف الانتخابات المرتقبة نهاية الشهر الجاري. لكن كبير مفاوضي «طالبان»، شير محمد عباس ستانيكزاي، بادر، أول من أمس، إلى القول إن «الأبواب مفتوحة» لاستئناف المحادثات مع واشنطن، وذلك بعد ساعات من مقتل 50 شخصاً في هجومين تبنّتهما الحركة. ولفت المفاوض لشبكة «بي بي سي» إلى أن الأميركيين أقرّوا كذلك بقتل الآلاف من عناصر الحركة بينما كانت المحادثات جارية. لكن البيت الأبيض ردّ على مبادرة الحركة بالقول إن الرئيس الأميركي أوعز بعدم إجراء محادثات سلام مع «طالبان»، ما دامت الأخيرة مستمرة في هجماتها.
وفي تطوّر لافت من حيث توقيته، اتّهمت الولايات المتحدة الحكومة الأفغانية بالإخفاق والتساهل في مكافحة الفساد، معلنةً تعليق مساعدات مباشرة لأفغانستان تبلغ قيمتها أكثر من 160 مليون دولار. وقال وزير الخارجية، مايك بومبيو، إن بلاده تقف «ضدّ من يستغلّون مواقع القوة والنفوذ ليحرموا الشعب الأفغاني مكاسب المساعدة الأجنبية ومستقبلاً أكثر ازدهاراً»، لافتاً في هذا الإطار إلى تعليق العمل مع الجهاز المسؤول عن مراقبة مكافحة الفساد في أفغانستان، لأنه «عاجز عن أن يكون شريكاً». وتابع أن واشنطن تتوقّع من حكومة كابول أن «تظهر التزاماً واضحاً في مكافحة الفساد، وأن تخدم الشعب الأفغاني وتحافظ على ثقته»، معتبراً أنه «يجب محاسبة المسؤولين الأفغان الذين يخفقون في الوفاء بهذا المعيار». وأعلن أن أميركا ستستعيد 100 مليون دولار من المساعدات المخصّصة لمشروع كبير في قطاع الطاقة، مشيراً إلى أنها ستموّل المشروع مباشرةً بدل إرسال الأموال للحكومة، وستعلق أيضاً مبلغ 60 مليون دولار من مساعدات مخصّصة للهيئة الأفغانية لإدارة المشتريات.