هذا التفكك في مجموعة الـ11 بدأ يظهر تباعاً. فهذه المجموعة كانت قد حصدت 16 عضواً في الانتخابات البلدية عام 2016، من أصل 24، بالتحالف مع الوزير السابق أشرف ريفي. لكن سرعان ما تشتّتت بعد الخلاف الذي دبّ بينها وبين قمر الدين، وهو أحد أعضائها، قبل ابتعاده عن رفاق الأمس الذين كانوا رأس حربة ضدّه في جلسة طرح الثقة. كذلك ابتعد صفوح يكن عنهم، بعدما رفضوا تبنّي ترشحه لرئاسة البلدية، وتبنّوا ترشيح يمق بدلاً منه.
تشظّي قوى المعارضة داخل البلدية على هذا النحو جعل الرئيسين الحريري وميقاتي يستغلانه ويستفيدان منه من أجل إعادة البلدية إلى حضنهما السياسي، خصوصاً بعد تقاربهما الذي ترجم إبان تأليف الحكومة وبعدها، وتعويض خسارة انتخابات 2016 البلدية التي كانت بمثابة «انتفاضة» أهالي المدينة في وجه «الطبقة السياسية». هذه التغيرات واكبها ريفي، بعدما نفض يديه من البلدية، بدعوة الأعضاء إلى انتخاب رئيس جديد لها، من غير أن يسمّي أحداً، مبرّراً تنازله بأنه من أجل تجنّب حلّ بلدية المدينة ووضعها في عهدة محافظ الشمال.
الرئاسة لقريب من ميقاتي، ونيابة الرئيس لقريب من تيار المستقبل
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن «ميقاتي فاتح الحريري بالموضوع خلال الساعات الماضية، وطلب أن تؤول رئاسة البلدية إلى عزّام عويضة العضو المقرب منه، وأن الحريري أبدى قبولاً مبدئياً، بعدما كانت مشاورات جانبية أجراها مقربون من الطرفين (عبد الغني كبارة من جانب الحريري وعماد الصايغ من جهة ميقاتي) لإنضاج «الطبخة» البلدية، قد اقترحت أن يكون عويضة رئيساً لاتحاد بلديات الفيحاء، وعبد الحميد كريمة المقرّب من الحريري رئيساً للبلدية، لكن جهات عدّة رفضت هذا الاقتراح وفضّلت البقاء على العرف الذي يقضي بأن يكون رئيس البلدية رئيساً للاتحاد، ما جعل هذا الاقتراح يسقط. تبعت ذلك اجتماعات ماراتونية أفضت إلى التوافق على عويضة رئيساً وشادي نشابة، العضو المقرب من تيار المستقبل، نائباً له.
وكشفت المصادر أن «اتصالات أجريت مع أعضاء في مجموعة الـ11، أفضت إلى إقناعهم بحضور جلسة اليوم من أجل تأمين النصاب القانوني لها، وكذلك انتخاب عويضة رئيساً، وأن الساعات الباقية ليست إلا لوضع اللمسات الأخيرة على التسوية».
وأضافت المصادر أن قمر الدين «حاول إقناع طرفي التسوية بانتخابه رئيساً لاتحاد بلديات الفيحاء، إلى جانب عويضة رئيساً للبلدية، للتعويض عن سوء التقدير الذي ارتكبه الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، وكان وراء سقوطه في جلسة طرح الثقة، لكن طرح قمر الدين لم يجد من يستجيب له».