انفتحت، أمس، صفحة جديدة من العلاقات بين سوريا وإيران، بزيارة استثنائية على المستويات كافةً للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى دمشق. زيارةٌ حملت دلالات عميقة، لعلّ أبرزها ثلاث: أولاها، أن سوريا توشك على طيّ صفحة الحرب بالفعل، وخصوصاً أنّ هذه الزيارة تأتي في ظلّ إعادة ترتيب جاريةٍ للعلاقات الإقليمية، وتوازياً مع تسارع حركة الانفتاح العربية على سوريا؛ وثانيتها، أن المحور الذي تقوده طهران وتنخرط فيه دمشق طرفاً رئيساً خرج من هذه الحرب كما أراد، محافظاً على جملة الثوابت التي جعلها مُحدّداً لمعركته، ومعزّزاً قدراته وعلاقاته البَينيّة، وهو ما لا يَسرُّ إسرائيل البتّة؛ وأمّا ثالثتها فهي أن مرحلة إعادة الإعمار لم تَعُد بعيدة، وأن إيران سيكون لها سَهم رئيس فيها، في إطار «شراكة شاملة» مع سوريا، لن تقتصر على الجانبَين الأمني والعسكري هذه المرّة، بل سيكون مسرحها الرئيس الاقتصاد، بما يشمل جميع مجالات التعاون التي وُقّعت بشأنها اتفاقيات متعدّدة أمس