سجّلت إسرائيل، أوّل من أمس، «انتصاراً بالنقاط»، علنياً وواضحاً، لن تتردّد جماعات أقصى اليمين في توظيفه لصالحها في الكباش الداخلي، خصوصاً على أبواب الانتخابات المقبلة لـ«الكنيست». على أن هذا «الانتصار» لا يعني انهيار المعادلة التي أفرزتها معركة «سيف القدس»، بقدْر ما يقتضي تشذيبها وتخليصها من «الحمولات الزائدة» التي رسخت في الوعي الفلسطيني، وقادت إلى خيبة الأمل التي أعقبت أحداث الأحد. وعلى رغم أهمية تلك المراجعة وطابعها الملحّ، إلّا أن الأكيد أيضاً أن العدو، وإن لامس الخطوط الحمر، فقد حرص على عدم تجاوزها، وأنّ «مسيرة الأعلام»، وإن منحتْه انتصاراً معنوياً، غير أنها أظهرت في المقابل تراجُع سقوفه، إلى حدّ اضطراره إلى استنفار كلّ طاقته لتنظيم مسيرة في مدينة يحتلّها منذ أكثر من خمسة عقود