وقع الهجومان الأخيران على ريف حمص الشرقي في زحمة الأخبار عن انفتاح عربي على دمشق
مقالات مرتبطة
-
غضب تركي من التراخي الأميركي: زِمام إدلب يكاد يَفلت محمد نور الدين
على أن استمرار هذا الانخراط من شأنه أن ينعكس سلباً على ملفّ تطبيع العلاقات بين سوريا والأردن، والذي تَمثّلت أحدث حلقاته في التواصل المباشر الأوّل بين الرئيس بشار الأسد وعبد الله الثاني. وعلى رغم أن «الورقة الأردنية» تتحدّث عن «تقارب مرحلي» مع دمشق لإقامة علاقات اقتصادية وإعادة البعثات الدبلوماسية، فإن التقارب، حتى بصورته هذه، لا يقوم إلّا على أساس تبادل المصالح، الذي يجب أن يكون شاملاً للملفّات كافة، بما فيها الأمني. ومن هنا، ربّما تعيد دمشق التفكير في الذهاب نحو علاقة مفتوحة مع عمّان، إذا ما بقي مصدر التهديد الأمني لها قائماً، بعدم منع الأردن مرور الطيران الإسرائيلي لقصف أهداف في سوريا، خصوصاً أن التزام الأخيرة بالمساعدة في تحقيق أمن المملكة في ملفَّي محاربة الإرهاب وتفكيك مخيّم الركبان، يجدر أن يقابَل بالمثل من الأردن، الذي عليه ألّا يكتفي، من وجهة نظر دمشق، بـ«الأخذ» دون «العطاء».
أشكال العدوان
غالباً ما تعتمد إسرائيل شكلَين من الهجوم في ضرب أهداف داخل سوريا: الأوّل من خلال خرقها المجال الجوّي اللبناني، ومن ثمّ إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي السورية من خلف الحدود؛ والثاني عبر صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى تُطلق من أراضي الجولان المحتل، وتحديداً من تل أبو الندى. ولم تخترق المقاتلات الإسرائيلية الأجواء السورية إلّا في مرّات قليلة، إحداها أفضت إلى إسقاط مقاتلة «f16» في شباط من عام 2018. وبعد ذلك بسبعة أشهر، وتحديداً في 17 أيلول من العام نفسه، تسبّبت مطاردة الصواريخ السورية لمقاتلة إسرائيلية من «طراز f16» أثناء تنفيذها هجوماً على سوريا، بإسقاط طائرة روسية من طراز «أليوشن 20» قبالة مدينة اللاذقية، ما أدى إلى مقتل 15 جندياً روسياً حينها. أمّا الهجمات عبر التنف فتُعدّ شكلاً ثالثاً واستثنائياً، استخدمته تل أبيب أربع مرّات في سوريا: الأولى في حزيران من عام 2019، والثانية في 15 كانون الثاني من العام الماضي، والثالثة في الـ8 من الشهر الحالي حيث أدّت الضربة التي استهدفت مطار «التيفور» ومحيطه إلى جرح 6 جنود بحسب بيان رسمي، والرابعة فجر أمس عندما استهدف الطيران الإسرائيلي برجاً للاتصالات قرب المطار نفسه، ما تسبّب بـ«استشهاد جندي وإصابة ثلاثة آخرين، إضافة إلى أضرار مادية»، بحسب مصدر عسكري سوري.
تتضمّن «الورقة الأردنية» بنداً يتحدّث عن انسحاب القوى الأجنبية من سوريا
ويعود التركيز على ضرب «قاعدة التياس الجوية»، المعروفة باسم «مطار الـT4»، إلى كونها تمثّل كبرى القواعد الجوية وسط سوريا، وكانت قد تعرّضت لعدد كبير من الهجمات أبرزها خلال العدوان الثلاثي الذي اشتركت فيه أميركا وفرنسا وبريطانيا في 14 نيسان من عام 2018، إثر مزاعم عن شنّ القوات الحكومية هجمات كيميائية في غوطة دمشق قبل أسبوع من التاريخ المذكور. كما كان المطار هدفاً لضربة أميركية بـ59 صاروخاً من طراز «توماهوك» في 7 نيسان من عام 2017، وذلك ردّاً أيضاً على هجوم كيميائي مزعوم على مدينة خان شيخون. وعلى رغم إعلان واشنطن حينها تدمير الجزء الأكبر من القاعدة، إلّا أن دمشق بثّت بعد أقلّ من 12 ساعة صوراً مباشرة لإقلاع مقاتلاتها منها. وأظهرت تلك الحوادث اهتماماً إسرائيلياً - أميركياً بتحييد الـ«T4» بحجّة «وجود القوات الإيرانية» في المطار، علماً أن هذا الوجود، في حال ثبوته، سيكون مقتصراً على مجموعات من المشاة، إذ لا وجود لقواعد صواريخ بعيدة أو متوسّطة المدى مملوكة لإيران هناك.