مرّ عقد على الثورة المصرية. أكثر من نصفه كان كابوساً عليها وعلى شبابها. فبعد انتهاء المخاض الثوري (2011 ــ 2014)، وبداية عهد عبد الفتاح السيسي، انتهى المسار بسجن شبابها وشابّاتها، أو نفيهم... أو حتى تصفيتهم. أما البلد، فبات أكثر فقراً وأغلى معيشة وأكثر قرباً من إسرائيل... وعلى أبواب عطش يتهدّد النيل ومن حوله. ولأن الضربة التي لا تميت، تقوّي، عادت الدولة العميقة بغير مسميات أشدّ بأساً وأكثر حنكة في إدارة الأزمات وخنق الحراكات، بل وأدها في مهدها. مع ذلك، ثمّة من يرى أن هذا المسار لن يستمر، وأن شيئاً ــ ليس شبيهاً بـ«25 يناير» بالضرورة ــ سيحدث حتماً. أما متى وأين وكيف، فهذا علمه عند الله، وعند الشعب! في المقابل، هناك من يرى أن عهداً مختلفاً دخلته «المحروسة» مع حكم العسكر، وأن رجلاً مثل السيسي لن يطيح به إلا الدولة العميقة نفسها... أو رجل آتٍ من صلب النظام، وهو ما يفطن له «الجنرال» ويجهد لمنعه ليلَ نهارَ. أياً يكن، ومع انتهاء الحياة الحزبية الحقيقية، وتركيب برلمان شكلي بطريقة هزلية، وتسليم المصير للأهواء الخليجية، يُختتم عقد من ثورة كانت حلماً... جميلاً