مقالات مرتبطة
-
الطائف ـ 3 إبراهيم الأمين
في الليلة عينها، وضمن التنافس المحموم، غاب عون عن «لهون وبس» على lbci، لتذهب الأنظار إلى سعد الحريري في لحظة ترشيحه للجنرال. كما «حرتق» هشام حداد على رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجبران باسيل. اختفى عون من الحفلة الساخرة، والسبب لا يخفى على أحد بانتماء حداد إلى الرعيل العوني، وإخراجه أخيراً من التيار على يد باسيل. حلقة ما زالت تكبّل المقدم الساخر في تقديم مادته عبر تخصيص مساحات واسعة للتصويب على باسيل كما رأينا في الحلقات السابقة.
وفي الحلقة الثانية من «هيدا تبع الأخبار» (إعداد وتقديم جاد غصن) على «الجديد» مساء الأربعاء الماضي، ركّز غصن على نواب «المستقبل»، بعد إعلان الترشيح من «بيت الوسط»، وسؤاله عن امتعاض بعضهم من دعم الحريري لعون بينما لم يحصل هذا الأمر لدى ترشيح الحريري لفرنجية. طغى في هذه الحلقة الساخرة الحديث عن انتخاب «ملكة جمال لبنان»، وحرتقة طفيفة على لقاء عون- بري الذي شبهه غصن بلقاء «الحمى والكنّة». هذا في الحلقة الثانية أي ضمن الأسبوع الفاصل قبيل عملية الانتخاب. أما في الحلقة الأولى، فقد نال عون حصته إلى جانب سمير جعجع، عبر إجراء مقارنة بين الرجلين المتناقضين في الطباع والمظهر والتصرف. وأيضاً، انتقد غصن تبدّل المواقف السياسية لعون بشكل جذري من قبل مجيئه إلى لبنان وحتى هذه الساعة.
أما فريق bbchi على شاشة lbci، فقد بدت حلقة الخميس الماضي أشبه بهستيريا، أداها الفريق اعتراضاً على الإتيان بعون رئيساً للجمهورية. خاطب سلام الزعتري فؤاد يمين في مستهل الحلقة بالقول: «أنا عون»، فرد عليه يمين «وأنا فرعون». لم يكن تبادل هذه العبارات عابراً، فقد حاول البرنامج الساخر تشبيه عون بالديكتاتوري وحتى بـ «الفاشي» وربط تاريخ انتخابه بولادة موسوليني أيضاً. اعتبر الزعتري في هذا الانتخاب أنّ «إيران ربحت في اليمن وسوريا ولبنان والعراق» وفي «بلاد ما بين النهرين» و«بلاد ما بين الصهرين» (لبنان). كرر الزعتري ضمن لعبة زلة اللسان اسم جبران باسيل للتأكيد بأنه سيكون «رئيس الظل».
لكن بقي الجامع بين هذه البرامج تخوفها من محاولة تكميم الأفواه في عهد عون، وضيق هامش حرية التعبير. استعاد bbchi تصريح وزيرة المهجرين اليس شبطيني، بتلويحها محاسبة كل من سينتقد عون، ليثير المخاوف حول ما سيحدث لاحقاً في العهد الجديد. هذا الأمر استشفه أيضاً كرم الذي صرح في مستهل الحلقة المذكورة «إذا اجا عون رئيس ما رح فيّ قول به». كذلك فعل حداد الذي ردد ساخراً عندما توجه إلى رئيس الفرقة الموسيقية جاد أبو كرم قائلاً: «الحلقة الجايي عون رئيس للجمهورية بتعرف شو يعني؟ يعني هيدي آخر حلقة بتثاقل فيها على جبران باسيل».
إذاً، لكل برنامج ساخر على هذه الشاشات حساباته الخاصة في تحييد عون أو المبالغة في السخرية منه. حضر هاجس التعاطي مع الإعلام والنقد بشكل كبير والخوف من تكميم الأفواه في العهد الجديد، فيما كان جبران باسيل الشخصية البارزة فيها.