أليكس فيشمان: إهانة الجثة، في جميع الثقافات، تُنتج غضباً شديداً
هذه الصورة حضرت في تحليلات بعض المحلّلين الإسرائيليين، الذين اعتبر بعضهم أن الجولة التي شهدها جنوب فلسطين المحتلة لا علاقة لها بأيّ حدث داخلي أو خارجي، «لا إيران، ولا سوريا، ولا التهدئة، ولا الانتخابات حتى»، بحسب ما قال المعلّق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان. ورأى فيشمان أن «جولة إطلاق النيران في اليومين الأخيرين، والتي كان بالإمكان أن تؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة، جاءت للردّ على المسّ بالكرامة الوطنية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن «إهانة الجثة، في جميع الثقافات، تُنتج غضباً شديداً. وهذه هي القصة الحقيقية». والجدير ذكره، هنا، أن التقارير الإسرائيلية تحدّثت عن إطلاق «الجهاد» حوالى 100 صاروخ في يوم ونصف يوم، كَلّفت إسرائيل أكثر من 20 مليون دولار. وأوضحت التقارير أن كلفة كلّ صاروخ اعتراضي تبلغ 100 ألف دولار، في حين أن كلفة الصاروخ المنطلِق من القطاع لا تتجاوز عدة آلاف من الشواكل، مبيّنة أن الكلفة الإجمالية بالنسبة إلى إسرائيل بلغت 70 مليون شيكل.
من جهته، اعتبر المعلّق العسكري في صحيفة «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، أن التصعيد الأخير يضع إسرائيل أمام مشكلة متجدّدة، متمثّلة في ما ينبغي فعله إزاء حركة «حماس»، بصفتها الجهة الحاكمة في القطاع. ولفت ليمور إلى أنه لم يكن من مصلحة تل أبيب دفع «حماس» إلى التدخل العسكري، لأن ذلك من شأنه التسبّب في مزيد من التصعيد. وأضاف أن القيادة الإسرائيلية تدرك مسبقاً أن بقاء الحركة جانباً لن يكون دائماً إذا ما استمرّت المواجهة العسكرية، واتّسع نطاقها، وتجاوزت إسرائيل سقوفاً محدّدة فيها. ومن هنا أظهر نتنياهو حرصاً على خفض التصعيد، أملاً في الوصول إلى يوم الانتخابات في أجواء أمنية هادئة، خاصة في ظلّ معرفته بأنه لن يستطيع ردع فصائل المقاومة، ولا تدمير منصّاتها الصاروخية، ولا إحداث تغيير في المعادلة القائمة مع القطاع.