تولر: وجود جماعات تملك أسلحة ثقيلة خطر جسيم على المنطقة
من جهته، عدّ عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، علي القحوم، مواقف تولر «مؤشراً واضحاً إلى التوجه الأميركي للتصعيد في الحديدة». ولفت القحوم، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن السفير الأميركي «يسوّق الافتراءات والأكاذيب حول اتفاق الحديدة»، معتبراً ذلك «ضوءاً أخضر للتصعيد». وأضاف إن «الاتفاق واضح، وموقفنا جليّ ومعلن في حرصنا على السلام، وقد قدمنا خطوات أحادية في تنفيذ الاتفاق، فيما قوى العدوان هي التي تعرقل وتماطل في تنفيذه، وتخترق وقف إطلاق النار وتصعّد عسكرياً». وأشار إلى أن «السفير الأميركي يرى سلاح اليمنيين خطراً عليهم، متناسياً في الوقت نفسه الأسلحة الأميركية المدمرة التي قتلت الآلاف من اليمنيين ودمرت الحجر والبشر، فهل يريد تولر أن نظلّ مكتوفي الأيدي أمام عدوانهم وإجرامهم؟»، مؤكداً أن «قدراتنا العسكرية في العام الخامس من العدوان تتعاظم أكثر فأكثر». وكان تولر قد اعتبر، في مؤتمره الصحافي، «وجود جماعات تملك أسلحة، من بينها أسلحة ثقيلة، وحتى أسلحة يمكن أن تهدد الدول المجاورة، وليست خاضعة لسيطرة مؤسسات الدولة»، «خطراً جسيماً على المنطقة وكذلك على اليمن».
وتأتي تصريحات السفير الأميركي بعدما أعلن المبعوث الأممي، ليل الثلاثاء ــــ الأربعاء، نيته تقديم خطة جديدة في شأن عملية إعادة الانتشار في مدينة الحديدة (غرب)، والتي لا تزال متعثرة إلى الآن. إذ أشار إلى أنه «عقب مناقشات بنّاءة مع الجانبين، تم إحراز تقدم باتجاه التوصل إلى اتفاق لتطبيق المرحلة الأولى من عمليات الانسحاب»، مضيفاً إنه «سيتم تقديم التفاصيل العملانية إلى الأطراف في لجنة تنسيق الانسحاب للمصادقة عليها قريباً»، متابعاً أنه «يتطلع إلى المصادقة السريعة على الخطة». ولم يكد غريفيث يدلي ببيانه ذاك حتى جاءه الرد سلبياً من حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، التي توجّهت إلى المبعوث الأممي بالقول «إنكم كمن يحرث في البحر... وما سمّيتموه تقدماً ملموساً في تنفيذ الاتفاق أصبح سراباً» على حد تعبير عضو وفدها المفاوض عسكر زعيل. لكن وزير خارجية هادي، خالد اليماني، عاد وقال في تصريحات صحافية إن الخطة التي يتحدث عنها غريفيث هي نفسها التي كان قد طرحها رئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» مايكل لوليسغار، مدعياً أن «أنصار الله» رفضوها في حينها وهم يقبلون بها اليوم، مضيفاً إنها تنصّ على تكليف فريق ثلاثي (يضم «أنصار الله» وحكومة هادي والأمم المتحدة) لمراقبة المرحلة الأولى من الانسحاب، على أن يتم الاتفاق لاحقاً على هوية السلطات الأمنية والإدارية في المدينة.
في المقابل، نفت مصادر «أنصار الله» لـ«الأخبار» وجود أي جديد في ما يخصّ تنفيذ اتفاق الحديدة، فيما كشفت مصادر محلية أن التطور الوحيد إلى الآن، منذ دخول الاتفاقات مرحلة جمود، هو أن الأمم المتحدة استأجرت فندق «أتلانتك» في الحديدة كسكن لأعضاء «لجنة التنسيق» لمدة عام، وأن العمل جارٍ على ترميم الفندق وتجهيزه.